فقدت الساحة التشكيلية فى غضون الأيام الماضية أحد رموز الإبداع التشكيلي المصرى، وهو الفنان حافظ الراعى الذى غاب عن عالمنا عن عمر يناهز المائة عام، بعد رحلة فنية امتدت لنحو أكثر من 75 عاماً من العطاء والتشكيل الإبداعى الحر، بدأت منذ تخرجه فى معهد ليوناردو دافنشى عام 1939. والدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1948، فالراحل هو أحد تلاميذ الفنان الرائد أحمد صبري وله باع طويل وغزارة إنتاجية فى المجال الفني، ظل يمارس ويبدع فى ذلك الحقل التشكيلي حتى أخر لحظة فى مشواره الفنى.. فقد أجاد الفنان حافظ الراعي طوال حياته التعبير عن البيئات المصرية المختلفة عامه والشعبية خاصه، فما بين مناظر طبيعية وحارات مصرية ولقطات ومشاهد للصيادين والفلاحين والطبيعة الصامتة، تناول الفنان إياها بأسلوبه الخاص جدا والذى كان يغلب عليه الطابع الواقعي الانطباعي، فضلا عن إجادته فى التعبير بأساليب فنية أخرى كالكلاسيكية الجديدة والتأثيرية وما بعدها مروراً بالتعبيرية والتعبيرية الرمزية والسريالية، كان له دورا وجهدا كبيرا سواء على الصعيد الوظيفي بمتحف التعليم، التابع لوزارة التربية والتعليم، أو كفنان متمرس يهوى ويحترف فن التصوير، والذى طالما كان يجنح فى أغلب أعماله نحو البهجة وإضفاء روح التفاؤل فى إطلالاته الإبداعية الخصبة، مما أطلق علية فنان البهجة فى الحياة الشعبية. انتمى حافظ الراعى لجيل ما بعد الرواد الأوائل، «جيل أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات». وهو للأسف فى اغلبه جيل لم يأخذ حقه الكامل من الشهرة أو التعريف. شارك الراحل فى العديد من المعارض الجماعية فضلا عن المعارض الخاصة، وله مقتنيات رسمية متعددة. وقد صدر العام الماضى عن سيرته ومشواره الفنى كتاب جاء ضمن سلسلة «ذاكرة الفن» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بقلم الناقد التشكيلى صلاح بيصار، تحت عنوان «حافظ الراعى وبهجة الحياة الشعبية».