تزداد المشكلات الزوجية عندما يجهل كلا الزوجين فهم شخصية الطرف الآخر وتقبلها، ودائما ما تسيطر عليهما فكرة تغيير الصفات المزعجة لدى الآخر ،ولكنها فى الحقيقة وهم يقع فيه كثير من الأزواج، وعلى الرجل والمرأة تفهم ذلك من أجل نجاح العلاقة بينهما.. ولإبقاء الحب والعاطفة ولتفادى المشكلات بينهما يجب على كل طرف تعلم لغة الآخر. هالة فرحات مدربة ومستشارة العلاقات العاطفية والزوجية وعضو النقابة العامة لمدربى التنمية البشرية تقول: يحتاج دائما كل طرفين مرتبطين الى تعلم مهارات الاتصال والتفاعل سويا، فتوجد نظرية فى مجال الاتصال الإنسانى وهى التحليل التبادلى أوالمعاملاتى، وهى ببساطة توضح أن بداخل كل إنسان تتكون تركيبته النفسية من ثلاث شخصيات تكونت منذ ولادته الى أن أصبح عمره 6سنوات، وكل شخصية من هذه الشخصيات لها ذكرياتها المختزنة فى العقل الباطن، ومع التعرض لأى ظروف مشابهة يقوم العقل باستدعاء أى شخصية منهما وتتصدر الموقف ويتم التعامل بها وعلى أساسها. وتتكون تلك الشخصيات لدينا جميعا قبل بلوغ السنوات الست، حيث يقوم العقل الباطن بتخزين سلوك الوالد أو الوالدة، وعند التعرض فى المستقبل لمواقف مشابهة يتم تلقائيا التصرف وفقا لنفس طريقتهم فى التعامل مع الموقف أيضا وهذه الشخصيات هى: شخصية الوالد (حالة الأناالوالد): فهى التى تعبر عما تم تأسيسه داخلك من والديك، وتعليماتهما وتوجيهاتهما، ففى بعض المواقف يتم التعامل بمشاعر دافئة وحنان وطيبة وهنا نطلق عليها شخصية (الوالد الراعى)، أو أن نتعامل فى مواقف أخرى بقسوة، وصرامة وتسلط مع لهجة أمر ويطلق عليها (الوالد الناقد). شخصية الطفل (حالة الأنا الطفل): وهى تعبر عن رغبات وتخيلات ومشاعر الطفولة وهذه الحالة تكونت من المشاعر والرغبات والغرائز والسلوكيات التى تمت ممارستها منذ لحظة الميلاد الى عمر ست سنوات تقريبا، ومن خلالها نتصرف ببساطة وعفوية مع الانطلاق والمرح تأثيرا بشخصية الطفل الحر بداخلنا، وأحيانا نتكيف مع الظروف بالهدوء والطاعة وذلك تأثيرا بشخصية الطفل المتكيف، اما العند والأنانية ورفض القواعد فهذه تكون متأثرة بالطفل المتمرد. شخصية الراشد أو الأنا الراشد: وهى الشخصية التى تتكون مع بداية السنة السادسة من العمر وعند محاولة التوازن بين حالة الأنا الطفل التى يتم التعبير فيها عن رغبات وتخيلات ومشاعر الطفولة، وبين حالة الأنا الوالد التى تعبر عما تم زرعه داخلك من والديك وتعليماتهما وتوجيهاتهما، وبالتالى تتكون لديك شخصية أخرى من سماتها المحايدة، الصراحة، الهدوء والاتزان. وبعد عرض هذه الشخصيات توضح مستشارة العلاقات العاطفية والزوجية أن جميعنا تقريبا لدينا هذه الشخصيات الثلاث ويتم التعامل بها فى المواقف المختلفة، وقد تنشأ مشكلات أساسية إذا تعاملنا بأسلوب خطأ مع الشخصية المسيطرة على الطرف الآخر أثناء الحديث، بمعنى أنه إذا ما تم التعامل بشكل غير مناسب مع حالة الأنا التى يمر بها الطرف الثانى فى لحظة معينة، فهذا يسبب له الاضطراب والغضب وبالتالى تبدأ المشكلات ومع الاستمرار فى تلك الطريقة تزداد حدة وسوء، أيضا. وأنصح هنا الأزواج لتجنب المشكلات أو زيادة حدتها بأن عليهم التعامل بهدوء سويا وفقا لما تم تفسيره فى هذه الشخصيات وطرق التعامل، وأن أفضل أسلوب هو التعامل مع كل شخصية بما يتناسب معها ووضع لغة للتفاهم مع الطرف الآخر.