هموم المرأة العربية وآلامها وآمالها في مختلف بقاع الوطن العربي، أصبحت علي المحك ،خاصة بعد زيادة بؤر الصراع بالمنطقة، وأصبحت المرأة العربية تعاني ويلات تلك الصراعات ، وتأتي الجامعة العربية في مقدمة المنظمات والهيئات التي تتبني مشكلات المرأة العربية ، خاصة إدارة المرأة والطفل والأسرة بالجامعة، حملنا هذه الهموم ووضعناها أمام السفيرة الدكتورة إيناس مكاوي مدير إدارة المرأة والطفل بالجامعة العربية، التى أكدت ان هناك استراتيجية عربية حتى عام 2030 للنهوض بالمرأة ستطرح على القمة العربية الحالية في الأردن، وأكدت مكاوى أن مصر لديها قيادة سياسية تؤمن بأهمية تمكين المرأة بشكل أساسى بل وتمثل نموذجا كبيرا فى هذا الصدد .. وفيما يلي نص الحوار : بداية .. ما دور إدارة المرأة والطفل بالجامعة العربية وأولوياتها؟ إدارة المرأة والأسرة والطفل هي الآلية المعنية بتنسيق المواقف على المستوى العربى وتحديث السياسات وتطوير التشريعات ومساندة الدول الأعضاء في قضايا المرأة والطفولة والأسرة, وبالتالي فإن مهمتها تتمثل فى: اولا: مساندة وتقديم الدعم الفني للدول الاعضاء فيما يتعلق بهذه الملفات الثلاثة. ثانيا :تنسيق الموقف العربى في المحافل الدولية بشكل اساسى تجاه ما مطروح ضمن الأطر الدولية قاطبة وتحسين أوضاع العناصر الثلاثة في المجتمع العربى من خلال العمل مع الحكومات والآليات الوطنية المعنية والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالمجتمع المدنى . كيف يتم تحقيق التضامن العربى بشأن قضايا المرأة وما هو الدعم الفني المقدم من الدول الأعضاء لتحقيق التنمية المستدامة 2030؟ هناك تضامن حقيقى لإعلاء شأن المرأة العربية وتحديث التشريعات التي تضمن لها كل حقوقها في كل الظروف وربما لا يظهر للمجتمع العربى ان هذه قضية مأخوذة بعين الاعتبار بشكل كبيروهذا يرجع لعدة اسباب، ربما الإعلام جزء منها، وربما القضايا السياسية تأخذ الزخم الأكبر، فعندما تذكر جامعة الدول العربية هناك دائما التصاق بالقضايا العربية مثل القضية الفلسطينية والاوضاع فى سورياوالعراق واليمن, فهى مرتبطة بما يجرى على الأرض وهذا القوس الكبير .. وقضية المرأة التى هى جزء من هذا القوس الكبير، التى هي خارج هذا القوس والتي حققت درجات اذا صح التعبير كبيرة و مؤشراتنا العربية تشهد بأن هناك تحولات كبرى بمراكز بعينها بالنسبة لوضعية المرأة والجامعة العربية تدفع بهذه القضية الى الامام من خلال جهات متعددة, لدينا قيادة سياسية تؤمن بأهمية تمكين المرأة بشكل اساسى, ومصر نموذج كبيرعلى هذا, وكذلك دولة الامارات العربية المتحدة، الجزائر, تونس, المغرب, الكويت والمملكة العربية السعودية. نحن نتعاون مع بيوت الخبرة ,والمنظمات الدولية في إيجاد نوع من التغيير, ووضع المشكلة نصب اعيننا ,طريقة الحل ,التعاون مع الدول الأعضاء الكبرى بخبرتها وتوفيرالدعم ,ثم إعطاء ما تناولناه وما انتهينا إليه لهذه الدول لكى تضع الاستراتيجية على المستوى الوطنى, وقد وضعنا لها الأطار العام على المستوى العربى و اعطيك نموذجا, هوالاستراتيجية العربية للنهوض بالمرأة 2030 المطروحة على القمة في الأردن ,اليوم المجلس القومى للمرأة في مصر قدم استراتيجية النهوض بالمرأة 2030 اذا اطلعت عليها تجدها تأخذ نفس المنهجية للاستراتيجية العربية وطبقت على الحالة الوطنية في مصر وأصبح لدينا استراتيجية, استشرفت نفس المنهجية ونفس الأدوات ولكنها أخذت الخصوصية فى الدولة المصرية بعين الأعتبار, وهذا نقول عليه انجازا وهنا نقول إن الجامعة العربية استطاعت وضع اطارعام للدول من خلاله تضع خطتها الوطنية. ولجنة المرأة العربية تتابع مع الدول الأعضاء التقدم المحرز فيما يتعلق بتحقيق الهدف الخامس من اهداف التنمية المستدامة 2030 و ليس الهدف الخامس بمعزل عن السبعة عشر الأخرى نربط ما بين المرأة والفقرضمن مؤشرات تم اعتمادها في الأممالمتحدة المرأة والتعليم، المرأة والصحة، المرأة والطاقة والتغير المناخى، وإرساء المساواة وفيما يتعلق بالطفولة نجد أن انفاذ حقوق الطفل في ظل الصراعات والنزاعات المسلحة والاحتلال اصبح في بعض المناطق امرا صعب المنال نحن لدينا أطفال في سوريا محرومون من التعليم للعام السادس على التوالي واذا كنا نخشى الإرهاب ونظن اننا نجفف منابعه فوجود أطفال دون تعليم هو بوتقة حقيقية للارهاب, لدينا أطفال بدون أوراق ثبوتية أو هوية, لا نستطيع أن نحميهم ونمكنهم من حقوقهم الأساسية من,صحة,وتعليم, وبالتالي الجامعة العربية تقوم فى هذا بالتعاون مع المنظمات ذات العلاقة للتوصل لأفضل السبل لحماية مثل هؤلاء عقدنا اجتماعا على المستوى العربى وهناك اجتماع وزارى يحضر له حول موضوع الأوراق الثبوتية وشهادات الميلاد. تعاونا أيضا مع اليونيسيف فيما يتعلق بالحملة الكبيرة وهى «جيلنا لن يضيع «حتى نمكن الأطفال السوريين من الحصول علي التعليم في الدول المضيفة كما لدينا مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين حملة جديدة اسمها» انا هنا «متعلقة بكيفية حماية الأطفال منذ الميلاد ضمن اطار تشريعى معين في الدول الأعضاء وكيفية توثيق هؤلاء الأطفال وحمايتهم من الشتات, في جميع البلاد المضيفة. وهل الجامعة العربية تتعامل مع كل هذا كلحمة واحدة؟ الجامعة العربية تتعامل مع المواطن العربى في كل بقعة من العالم العربى على أنه مواطن واحد .. نذكر اننا عندما نكون في اجتماعات ويحدث خلاف عربي أو خلاف وطني وهذا يحدث فنحن في رسالة الجامعة العربية نتعامل مع دولنا العربية كدولة واحدة .. وكلنا داخل الجامعة العربية بكل قطاعاتها نؤمن بهذا لايفرقنا احد ولن يقطع أوصالنا أحد لن يضعنا أحد في كانتونات اوطوائف مهما حاولوا. الحرب على الإرهاب ومواجهة داعش .. كيف تتعاملون مع هذه القنابل الموقوتة؟ لدينا زيارات ميدانية من قبل هذه الإدارة متعددة ، زيارة كل شهر مرة وآخر زيارة حدد لها شهر فبراير الماضى ولكنها أجلت للشهر المقبل نحن ذهبنا الى العراق وزرنا لاجئين في مواقع متعددة وأخذنا شهادات النساء اللاتي تم الاعتداء عليهن رفعناها إلى الهيئة الأممية لكى تنظر اليها بعين الاعتبار، كما أعتقد ان التقرير العربى حول حماية المرأة الذى أعدته إدارة المرأة والاسرة والطفولة والذى تم رفعه الى نيويورك في نوفمبر2015 الماضى كان له دور كبير في رصد كل الاعتداءات على المرأة سواء في العراق اوليبيا 0 يجب الا ننسى أن هناك فصلا في كل تقريرلنا على المستوى العربى حول امرأة تم الاعتداء عليها منذ عشرات السنوات ألا وهى المرأة الفلسطينية، ولا يشغلنا الجديد عما هو أصيل وموجود على الأرض 0 هل يقتصر دور الإدارة على عمل التقارير او تقديم المساعدات بالنسبة للعراق والموصل وإقليم كردستان ؟ إننا عندما فكرنا في عمل شبكة «خديجة « للتمكين الاقتصادى للمرأة كانت الفكرة نابعة من هذه الإدارة لبحث كيفية تقديم المساعدات للنساء وهل ستكون مساعدات عينية ثم تختفى أم ستكون مادية ثم تختفى او مجتمع مدنى او حكومي هل هى شركات خاصة ام مؤسسات تمويلية الفكرة هل هناك مساعدة فنية مالية داعمة شاملة من قبل العاملين على المستوى العربى. بدعم دولى لفئات معينة في مجتمعنا العربى والحقيقة اننا في صدد اعداد برامج تأهيل للنساء من خلال مشروعات ليست نمطية ورغم ان الجامعة العربية ليس هذا دورها لكنها تقوم به إيمانا بأن حماية هؤلاء النساء لن يكون إلا بتمكين المرأة على المستوى الاقتصادى.