الخشت يستعرض تقريرا حول تطور ترتيب جامعة القاهرة فى علوم الحياة والطب بتصنيف "QS" خلال 7 سنوات    هذا العيار سجل 3731 جنيها، أسعارالذهب اليوم السبت 20 أبريل 2024    أسعار سبائك الذهب BTC اليوم السبت 20-4-2024 في محافظة قنا    عاجل: غرفة الحبوب تعلن الأسعار الجديدة للخبز السياحي.. انخفاض لا يقل عن 33%    «الكهرباء»: انعقاد منتدى ترابط قطاع الطاقة فى افريقيا بشرم الشيخ غداً    بالفيديو.. التنمية المحلية تكشف تفاصيل بدء المرحلة الأخيرة من الموجة 22 لإزالة التعديات على أراضي الدولة    صفارات الإنذار تدوي في مستوطنة كريات شمونة والجليل الأعلى    على وقع توقعات بعملية عسكرية وشيكة.. تقارير إسرائيلية: ربع مليون فلسطيني غادروا رفح    حكومة باربادوس تعترف بدولة فلسطين    الكاراتيه، 6 مصريين في نهائيات الدوري العالمي بالقاهرة    وسام أبو علي يقود تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة مازيمبي    حسام عبد المجيد: الزمالك لا يقف على لاعب.. وندرس دريمز جيدًا    بعد اختفاء 4 أيام، الأمن يعيد فتاة الصف المتغيبة إلى أسرتها    اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية رشوة مياه أسوان    "سينما السعدنى" بعيدة عن معادلة نجم الشباك.. قريبة من قلوب الجماهير    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    «الصحة»تخطط لتحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال والمراهقين    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    إصابة 16 شخصًا في حادث إنقلاب سيارة ميكروباص بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    خلال ساعات.. الحكم على متهمين ب«خلية داعش حلوان»    صحيفة لوفيجارو الفرنسية تلقى الضوء على تطور الهيكل العسكرى الإيراني    مفتي الجمهورية يشارك في اجتماعات الدورة 23 لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي بالرياض    جدول مباريات اليوم.. 4 مواجهات قارية مختلفة للأهلي.. ظهور للزمالك.. وقمة سيتي وتشيلسي    التنمر على هذه الفئات يعرضك للحبس 5 سنوات    الحماية المدنية تسيطر على حريق منزلين فى سوهاج    بعد تغيبها 4 أيام.. قرية الحي بالصف تستقبل الطالبة فرح العطار بالتكبير|فيديو    أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 20-4-2024 في قنا    مياه الشرب بالجيزة: عودة المياه تدريجيا لمنطقة منشية البكاري    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا مضادا للطائرات    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    تواصلت مع دولتين .. هل تبحث حماس نقل مقرها إلى خارج قطر؟    يُغسل ولا يُصلى عليه.. حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان    بالأسماء.. غيابات الأهلي أمام مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    ملامح التعديل الوزاري المرتقب .. آمال وتحديات    عمر مرموش يساهم بهدف في فوز آينتراخت فرانكفورت على أوجسبورج 3-1    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    يسرا: فرحانة إني عملت فيلم «شقو».. ودوري مليان شر    أهالي قرى واحة الفرافرة في ضيافة الأسبوع الثقافى الفني بالوادي الجديد    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    ناقد رياضي شهير ينتقد شيكابالا وتأثير مشاركاته مع الزمالك .. ماذا قال؟    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    التعليم: تركيب كاميرات مراقبة داخل جميع لجان سير امتحانات الثانوية العامة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤيتى ل «القرن الحادى والعشرين» (171) الصراع فى أمريكا
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 03 - 2017

هو صراع بين العلمانية والأصولية، وهو صراع ينطوى على تناقض حاد بحسب تعريفى لكل من العلمانية والأصولية، إذ العلمانية هى التفكير فى النسبى بما هو نسبى وليس بما هو مطلق، فى حين أن الأصولية هى التفكير فى النسبى بما هو مطلق وليس بما هو نسبى. والمفارقة هنا أن الصراع القائم الآن فى أمريكا يتناقض مع رؤية الآباء المؤسسين لهذه القارة، إذ كانت رؤيتهم علمانية.
وقد بدأ هذا الصراع مع تأسيس منظمة أصولية اسمها الغالبية الأخلاقية بزعامة القس جيرى فولول. وكان مبرر هذا التأسيس مردوداً إلى فساد إدارة الرئيس نيكسون التى انتهت بفضيحة ووترجيت. ومن هنا جاء انتخاب الرئيس جيمى كارتر متسقاً مع فكر اليمين الدينى الذى كان قوة سياسية بلا منافسة لمدة ثلاثين عاماً. وقد تُركت سياسة كارتر الأصولية بلا مقاومة من قِبل العلمانيين الذين كانت حجتهم أن خلط كارتر الدين بالسياسة إنما هو مجرد لحظة عابرة فى تاريخ السياسة الأمريكية، إلا أن حجتهم كانت وهمية، إذ سرعان ما أيد جيرى فولول انتخاب رونالد ريجان فى عام 1980 لأنه كان أصولياً.
وعندما بدأت «الغالبية الأخلاقية» تتوارى كان البديل منظمة أصولية أخرى بقيادة روبرتسون الذى اشتهر بأنه متحكم فى سبعين مليوناً من الناخبين. ومن أسباب هذا التحكم أن العلمانية لم تتحول إلى تيار بسبب تصور العلمانيين أن تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية يأتى فى الصدارة، وأنت بعد ذلك وما تشاء من أن تكون علمانياً أو أصولياً، وليس من حق أحد أن يدين الاختيارات الشخصية إلا إذا توهم أن من حقه التحكم فى هذه الاختيارات. ولم يتحرر العلمانيون من ذلك الوهم إلا عندما انتخب بوش الابن ، وأعلن صراحة أنه ضد النزعة العقلانية و مع ضرورة القضاء على العلمانية. وفى هذا السياق شاع الرأى القائل بأن أمريكا أمة مسيحية ، ومن ثم يتوارى القول بفصل الكنيسة عن الدولة. ولكى تكون على اقتناع بكارثة الأصولية فى أمريكا قارن بين خطابين لمرشحيْن لرئاسة أمريكا: خطاب جون كيندى فى عام 1960 وخطاب ميت رومنى فى عام 2008. قال كيندى: ليس ثمة مجال للدين فى السياسة. أنا أومن بأمريكا الخالية من السياسيين الذين يطلبون النصح فى القضايا العامة من البابا أو المجلس القومى للكنائس. ومعنى هذه العبارة أن كيندى يؤكد الفصل التام بين الكنيسة والدولة. أما رومنى فقد أظهر فى خطابه تعاطفاً مع اليمين الدينى، إذ ندد بالطابع العلمانى للمجتمع الأوروبى وبكل مَنْ يتصور أن الدين مسألة شخصية.
وفى يناير 2009 قال الرئيس أوباما فى خطابه الذى ألقاه إثر انتخابه: نحن أمة من المسيحيين واليهود والهندوس والملحدين. وقد جاء ذكر لفظ .الكبرى، إذ توهم العلمانيون أن فى إمكانهم التأثير على سياسة أوباما فى حين أن أوباما كان مصمماً على تحويل دول كوكب الأرض إلى دول اسلامية تحت رعاية الخلافة الاسلامية.
والمفارقة هنا أن هذا الذى يذهب إليه اليمين الدينى يتناقض مع الدستور الأمريكى الذى أصدره البرلمان بالاجماع فى عام 1797 وجاء فيه أن أمريكا ليست مؤسسة على الديانة المسيحية ولكنها مع ذلك ليست معادية لأى دين. وفى حالة القسم فإن الرئيس المنتخب يقول: أقسم بأن أكون أميناً فى تنفيذ مهام رئيس أمريكا، وأن أتفانى فى حماية الدستور والدفاع عنه. واللافت للانتباه هنا أن الآباء المؤسسين هم ورثة فلاسفة التنوير الأوروبى من أمثال هوبز ولوك وروسو وكانط . وعظمة هؤلاء الفلاسفة أنهم لم يؤلفوا على نمط واحد، إذ كان بينهم افتراق واتفاق، إلا أن الافتراق لم يكن إلا فى الفروع وليس فى الأصل. فقد كان هوبز يدعو إلى السلطة المطلقة للملك، ولوك يركز على الحرية الشخصية وحق الملكية، وروسو كان يدعو الدولة إلى عدم الفصل بين الدينى والسياسى، وكانط كان ينكر قدرة العقل على البرهنة على وجود الله أو عدم وجوده. ومع ذلك كله فقد كان الاتفاق بينهم أن التنوير محكوم بالعقل والتجربة والعلم. وهذا على الضد مما كان حادثاً فى العصور الوسطى من تحكم الكنيسة بقوانينها فى الحياة الدنيا والآخرة. وفى هذا السياق يمكن القول بأن التنوير هو أساس أمريكا، بل أساس ترسيخ التراث العلمانى. وأظن أنه مع انتخاب ترامب رئيساً لأمريكا فى 20 يناير من هذا العام وسقوط منافسته هيلارى كلينتون تكون الحضارة قد أُنقذت من تدميرها لأن سياستها متطابقة مع سياسة أوباما الأصولى المتواطئ مع الخلافة الاسلامية. إلا أن اللافت للانتباه أن ترامب لم يكن عضواً ناشطاً فى حزب المحافظين على الرغم من أنه كان مرشح ذلك الحزب. ولا أدل على ذلك مما جاء فى وكالة الأسوشيتدبرس للأنباء فى 20 من شهر مارس من أن ترامب تلقى دفعة معنوية قوية بنزول أنصاره إلى الشارع وذلك للمرة الأولى منذ تنصيبه رئيساً. والشارع هنا يعنى «رجل الشارع» علمانياً بحكم الضرورة بالرغم من غياب النخبة العلمانية والتى من المفترض أن تكون ناشطة فى الحزب الديمقراطى، والتى مع افتراض حضورها فإنها فى الحزب الديمقراطى المعادى لحزب ترامب. وأظن أن هذه المفارقة هى مفارقة القرن الحادى والعشرين.
لمزيد من مقالات مراد وهبة;


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.