عندما يظهر رجل يدعى انه «ابن النبى» وأنه رآه فى المنام قائلا: الرسول نادانى أول مرة «إزيك يا استاذ عباده» وبعدها نادانى يا ابنى.. فيسجل مقطع فيديو يقول فيه إنه ابن سيدنا محمد، فنحن جميعا أبناء الرسول وزوجاته أمهات المؤمنين. ويضيف عندما زارنى النبى فإنه إما أن يأمرنى بشئ أفعله فى الخير أو يبين لى معنى حديث أو آية شريفة غائبة عنى، وما يدور بينى وبين النبى الكريم أسرار لم يسمح لى بالإفصاح عنها باستثناء بعض الأشياء المباح لى بالإفصاح عنها. كل هذا يثبت بما لا يدع للشك انه رجل دعى، وكل من كتب عنه يعرفون أنه مدع، حتى هو نفسه يعرف أنه مدع، وكنت أتوقع أن يأخذ الإعلام قضية الرجل فى حدودها الدنيا، فالقضية واضحة ولا تستحق كل هذا الاهتمام الاعلامى، ولكن للأسف، فقد تناولت القضية بالتفصيل كثير من وسائل الاعلام، بالخبر والتحليل والتحقيق، وكأن كل مدع للنبوة أو ينسب للنبى أو غيره من الأولياء، يستحق كل هذا الاهتمام، وهم للأسف كُثر. وليس ببعيد القضية التى ادعى فيها الشيخ ميزو أنه المهدى المنتظر، وسلط الاعلام عليها أضواءه، رغم أنه يعلم بكذبه، والشيخ ميزو نفسه اعترف أنه كان «يهزر»، بعد أن ملأ الإعلام بحوارته. ورغم أن الصحافة الصفراء معروفة منذ القدم، تلك التى تجرى وراء الفضائح والاثارة معتمدة على ثالوث: الجنس والدين والسياسة، فكان لها قديما ما يبررها، وهو زيادة التوزيع الورقى منها، فما حجة مواقعنا المحترمة وفضائياتنا الكبيرة لتجرى وراء الإثارة، حتى اصطبغ أغلبها باللون الاصفر. إن للإعلام وظائف كثيرة، خاصة فى المجتمعات النامية، والقلقة اقتصاديا واجتماعيا، اهم من الجرى وراء الاثارة وتنويم الشعوب إعلاميا، فمتى يلتفت اليها؟ لمزيد من مقالات جمال نافع;