قد لا يحتاج مستشفى قصر العينى من كل الأقلام والكتابات غير الدعم والمساندة حتى يستمر فى أداء رسالته الخالدة مركزا طبيا وبيتا مفتوحا طوال ساعات الليل والنهار يقدم خدماته لمن يحتاج دون سؤال عن مال أو تأمين . قد تكون الخدمة الظاهرة ليست فى المستوى الذى تظهر به فى المراكز الطبية الخاصة أو الاستثمارية من حيث الشكل، وهذا طبيعى ومقبول، لكن المهم هو سرعة تقديم الخدمة والعمل بأقصى جهد لإنقاذ حياة مصاب فى حادث أو مريض تعرض إلى أزمة طارئة وروحه معلقة بين السماء والأرض . قد تكون أعداد المرضى الذين يترددون على قصر العينى فوق طاقته وأكثر مما يتحمل لكنه يستوعب بتدابير من صنع البشر كل هذه الأعداد بوضع مجموعة من المرضى فى الحجرة الواحدة أو فى الاستقبال والطوارىء، وكل هذا لا يعنى شيئا ولا يمنع من تقديم الخدمة الطبية وإجراء العمليات الجراحية الخطيرة . الأطباء وأطقم التمريض الذين يسهرون على راحة المرضى جاهزون للتعامل مع كل الحالات التى تأتى وهى فى وضع الخطر، قد لا ينتظرون كلمة الشكر ولكن هم أيضا لا يتوقعون التحامل أو خلط الأوراق . من السهل جدا توجيه سهام النقد لكن من الصعوبة بمكان الحديث بعمق عن عمل يومى لا يتوقف لحظة واحدة ودورة حياة لها نظام وقواعد لا تعترف بالإجازات ولا بالأعياد ولا بالمناسبات بل هى دورة تعمل كل دقيقة . من الوارد ان يخطئ البعض وهذا طبيعى لكن الواجب يتطلب أن يبادر المخطئ بتصويب الخطأ بعد ان يكتشف أنه ظلم . وبعد أن قرأ ردودا متتالية من اطباء قصر العينى تتحدث عن طبيعة العمل وتشرح حجم الضغوط التى يتعرضون لها كل يوم . وفى النهاية لا يملك المرء سوى تقديم التحية لكل طبيب وممرض وممرضة وكل عامل وموظف فى قصر العينى يسهر من اجل خدمة المرضى غير القادرين فى ظل ظروف الحياة الصعبة عليهم وعلى المرضى فهم من أبناء هذا الشعب وقطعا يعانون . لمزيد من مقالات ماهر مقلد;