تسير الحياة دائما صعودا وهبوطا محققة بعض الاماني ومطيحة بالبعض الاخر فكثيرا ما نفقد الامل ليعود ويطل برأسه من جديد مع اول ابتسامة توجهها الدنيا بشكل مباشر او غير مباشر وربما نصنع نحن بخيالنا خيوطا للامل كي تستمر الحياة. الا انه يبقي لنا في النهاية بقعة داكنة لا يراها أحد ولا يلمسها الا من كان له السبق في صناعتها بداخلنا ولكننا نحاول قدر المستطاع اخفائها بالبسمات تارة او الانشغال باعباء الحياة تارة أخري ولكنها سرعان ما تظهر بمجرد ان يخلو الفرد فينا لنفسه ومهما حاولنا التخلص النهائي منها لا نستطيع لتبقي في النهاية قدرة كل منا علي مواجهة الحياة متجاهلا تلك البقعة الداكنة معيارا للنجاح..الغريب ان رغم ما نحققه من نجاحات متعددة بعيدا عن تلك المساحة بداخلنا لا يحد من اثار تلك البقعة فهي تحولنا الي صغار تلهو احيانا ومراهقين لا نقدر عواقب ما نفعل احيانا اخري ومسؤولين متخذين للقرارات الحاسمة في قليل من الاحيان لنحافظ علي كل ما نبنيه ونحن متناسين اياها او املين ان ياتي اليوم وتنتهي الامها الداكنة. فمن يعيش بلا امل لا يستحق الحياة التي نؤمن بانها لا تعطينا كل شيء ولكن علينا ان نستغني عن شيء مقابل اشياء اخري ومن حقنا في ذلك الاختيار فاما ان نستغني عن بعض الثروة مقابل الراحة النفسية او نستغني عن هذة الراحة مقابل جمع المزيد من الثروة وهكذا.. ولكن يبقي امام كل منا جهة التقصير التي اختارها راغبا دون تدخل من احد وبهذا لا اعيب علي مقصر في حق نفسه في اتجاه من الاتجاهات وانما اعلم جيدا ان من اراد كل شيء لن يبقي له شيء ولكن اعيب سوء الاختيار فاذا فاضلنا مثلا بين الابناء والعمل فالابناء اولا لان الاصلا ان فات الاوان لن يكون ... واذا فاضلنا بين القلب والثروة فالقلب اولا لان هناك قلوبا لن تتكرر في حياتنا مرتين. لتبقي الكلمة في النهاية انه اذا لم يكن بمقدورنا التخلص من البقعة الداكنة فعلينا ان نختارها في اطراف الثوب اي بما لا يتركها تؤثر علي حياتنا وتجعلها بلا معني او قيمة. [email protected] لمزيد من مقالات انجى البطريق;