خلال زيارته الأخيرة لمصر,استعرض الدكتور روبرت يانج خبير التغذية والميكروبيولوجي الأمريكي منهجا خاصا وجديدا في تفسير الأمراض وعلاقتها الوثيقة بأسلوب حياتنا. إذ يقول الدكتور يانج, في حوار للأهرام, إنه طبقا للإحصاءات العالمية فإن هناك ارتفاعا عالميا في معدلات الإصابة بأمراض السكر والضغط والسرطان, والذي يرجع في المقام الأول لطبيعة الحياة التي نعيشها اليوم ونوعية الأطعمة التي نتناولها. وبشكل مبسط فإن أطعمة الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية هي في مجملها ذات وسط حمضي مرتفع, وبالإكثار منها فإننا نرفع من درجة حموضة الدم, وبالتالي يصاب الإنسان بالمرض طبقا للعضو الأضعف في جسده والأكثر تأثرا بالوسط الحمضي في الدم, وهو ما يمكننا تقديره بصورة بسيطة من خلال قياس درجة حموضة البول واللعاب. وطبقا ليانج, فإن كل الأمراض أصلها واحد, وبالتالي فإنه من الأجدي أن نتعامل معها من منطلق أوسع يرتكز علي تغير نظامنا الغذائي وأسلوب الحياة, ويستشهد بأنه حين يمرض السمك فإنه من الأفضل تغيير الماء والبيئة المحيطة به وليس علاجه, لأن العلاج سيتعامل مع أعراض المرض وليس مسبباته. وكما يوضح الدكتور يانج فإن أجسامنا وسط قلوي, إلا أن جميع الوظائف التي نجريها بدءا من التفكير والتنفس وحتي الإخراج هي في مجملها عمليات ذات وسط حمضي, وعلي ذلك فإن نظرية يانج تعتمد علي إلغاء أو تقليل الأطعمة الحمضية الضارة بصحتنا, والتي تشمل أطول قائمة يمكن الاستغناء عنها حيث تشمل الشاي والقهوة واللحوم والطيور ومنتجات الألبان والسكريات بجميع أنواعها وكافة أنواع المياه الغازية والذرة ومنتجاتها. وفي المقابل يوصي الدكتور يانج بالاعتماد علي مأكولات البيت الصحي, والذي يشمل الأطعمة القلوية مثل كل الخضراوات, خاصة الأخضر منها لاحتوائها علي الكلوروفيل مثل البروكلي, المقدونس, السبانخ, الخيار, الكرفس, الفلفل الأخضر, الكزبرة الخضراء, الخرشوف, وتناول كل الخضراوات ذات اللون البرتقالي والأحمر, مثل الفلفل الأحمر والأصفر والطماطم لاحتوائها علي الليكوبين. وبالنسبة لمصادر الأطعمة الغنية بالكالسيوم والبديلة للألبان, ينصح يانج بالاعتماد علي الطحينة ولبن اللوز والمكسرات, إضافة إلي تناول البقوليات والأرز البسمتي التي تمنح الجسم احتياجه من البروتينات. والفواكه ذات السكريات والغنية بالأملاح مثل الليمون والجريب فروت والأسماك الغنية بزيوت أوميجا3, إضافة إلي تناول المكسرات غير المحمصة مثل اللوز والصنوبر لاحتوائها علي الزيوت والأملاح المفيدة للجسم, إضافة إلي الاعتماد علي ملح البحر الخشن في الطعام وليس الملح المصنع. وتكملة لمكونات البيت الصحي, يؤكد الدكتور يانج أن التدقيق في نوع الطعام لا يكفي, وأنه يجب أن يحرص الشخص علي شرب من2 إلي3 لترات من الماء في اليوم وممارسة الرياضة علي الأقل نصف ساعة يوميا للتخلص من السموم في الجسم عبر العرق, والأهم من ذلك منح العقل قدرا من الراحة وعدم الانغماس في التفكير السلبي والذي يشابه تناول طعام فاسد.