انطلقت أمس، فعاليات مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابع والعشرين، والذى تنظمه وزارة الأوقاف تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، تحت عنوان «دور القادة فى مواجهة الإرهاب» بمشاركة 100 من الوزراء والمفتين والعلماء من مختلف الدول العربية والإسلامية والأوروبية وفى كلمته بالجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن هناك مسئولية مشتركة بين الجميع، فى نشر ثقافة التسامح وتصحيح المفاهيم ومواجهة الإرهاب، وتفنيد أفكار الجماعات المتطرفة، لما تشكله من خطر على السلام العالمي، فلم يعد الإرهاب خطرا على منطقة دون أخري، بل أصبح عابرا للقارات، من حيث بث السموم عبر وسائل التواصل الحديثة، التى لا تحدها حدود مكانية . وأشار إلى أن وجود إرادة سياسية لمواجهة الإرهاب، يعد أمرا حيويا ومحركا لسائر المؤسسات الدينية والعسكرية والثقافية والأمنية، ونحن فى حاجة لتضافر كل هذه المؤسسات على مستوى كل دولة، وتتكامل على المستوى العالمي، لترسخ أسس المواطنة وفقه التعايش السلمى بين الناس جميعا، لأن جميع الأديان تحترم حق الإنسان فى الحياة الكريمة، دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو الجنس . وشدد الوزيرعلى أن الدول التى آمنت بالتنوع، هى الدول التى حققت التنمية والتقدم، أما الدول التى وقعت فى الصراعات الطائفية، فقد تعرضت لمشكلات كثيرة، وأن هذا المؤتمر سوف يركز على القواسم المشتركة، وسوف نرسل من أرض الكنانة رسالة سلام للعالم كله دون أى تمييز، لأن التمييز ضد أى دين، يولد تمييزا أشد عنفا ، مؤكدا حرص الوزارة على أن يكون هناك تمثيل كبير للمرأة فى المؤتمر، تفاعلا مع كون عام 2017 هو عام المرأة المصرية . وفى كلمته أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن العالم يتعرض لهجمة شرسة من الإرهابيين، الذين ينطلقون من أفكار وفتاوى شاذة، ليس لها أى سند، مؤكدا أن الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، يقومون بتفنيد هذه الأفكار، لأن الإسلام هو دين السلام، وكل الرسل كان هدفهم حياة كريمة للإنسانية، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال «إنما أنا رحمة مهداة». وأشاد مفتى الجمهورية بموضوع المؤتمر، لأنه يوضح المسئولية المشتركة لكل المؤسسات، وطالب المؤسسات الدينية الرسمية بأن تتحمل مسئوليتها، وأن نقف جميعا صفا واحدا، فى هذه المواجهة، حتى نحقق الاستقرارللعالم كله . وأكد محمود الشريف وكيل مجلس النواب ونقيب الأشراف، أن البرلمانيين يعملون مع المؤسسات الدينية الرسمية، لمواجهة التطرف والإرهاب، الذى يشكل خطرا على العالم أجمع، مؤكدا أن الاسلام يرفض كل أشكال العنف، والذين يرتكبون هذه الجرائم باسم الدين، يرتكبون جرائم فى حق الدين وفى حق الإنسانية، فالإسلام دين السلام والإنسانية تحتاج السلام، ولابد أن يسود التراحم والتعايش السلمى ونرسخ هذه القيم . وقال الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن الاسلام دين المحبة، لا يعرف التعصب أو التشدد، فهو دين الإنسانية كلها، يحارب الفكر المتطرف، وكلنا يعلم أن الارهاب لادين له ولا وطن له، ولذلك ينبغى على المجتمع الإنساني، أن يعى أن الإرهاب هو خطر على العالم أجمع، وعلينا أن نتكاتف معا فى هذه المواجهة 0 وألقى الشيخ عبد اللطيف دريان مفتى لبنان، كلمة نيابة عن الوفود المشاركة، أكد فيها أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء، تمثلنا جميعا فى الأقطار العربية والإسلامية، ودائما تثبت مصر قيادة وحكومة وشعبا، أنها الأقدر على حمل قضايا الأمة العربية والإسلامية، والدفاع عن الإسلام.