عبر الأزهر الشريف عن أسفه لما حدث من تجاهل للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, وأعضاء هيئة كبار العلماء, في أثناء حضورهم احتفالية جامعة القاهرة أمس الأول ومراسيم البروتوكول برئاسة الجمهورية وتخصيص مقاعد خلفية لهم دون مراعاة لمكانة شيخ الأزهر وكبر سن أعضاء هيئة كبار العلماء. وقال الأزهر في بيان أمس انه لم يكن هناك مكان مخصص لاستقبال شيخ الأزهر ضمن كبار الضيوف الذين خصص لهم صالون خاص مرفق بالقاعة الرئيسية, مما اضطر شيخ الأزهر للجلوس فترة في مقاعد الصالة العامة وانتظر طويلا ثم آثر الانصراف حرصا علي كرامة الأزهر وعلمائه, كما انه كان من المتفق عليه, تقديرا لهذه المناسبة الكريمة, أن يشارك أعضاء هيئة كبار العلماء في أول نشاط رسمي لهم في هذا الحفل, وأن يكون فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في الموقع اللائق بمكانته, وقد فوجئ العلماء أعضاء الهيئة بعدم تخصيص أماكن لهم, وحين استقر بعضهم في أماكن خالية من الصف الثالث بالقاعة, طلب إليهم وهم كبار السن فضلا عن مكانتهم الرفيعة علما وعملا أن يغادروها إلي غير مكان محدد في الصفوف الخلفية بالقاعة الرئيسية للاحتفال. وعبر الأزهر عن أسفه لما حدث, وقال البيان: تلك هي حقيقة الأمر المؤسفة, وأن الأزهر الشريف, كما هو معلوم, كان قد بادر بتقديم التهنئة إلي السيد الرئيس, والتقي به شيخه مع طائفة من العلماء البارزين في القصر الجمهوري, وفي جامع الأزهر المعمور. وفي تصريحات خاصة ل الأهرام عبر أعضاء وفد هيئة كبار العلماء الذين رافقوا شيخ الأزهر عن اسفهم لما حدث مؤكدين ان انسحابهم من الاحتفالية جاء بسبب عدم تقدير العلماء أو مراعاة سنهم ومرض بعضهم, وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابقة وعضو هيئة كبار العلماء والذي نسحب من قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة. واستنكر الدكتور نصر فريد واصل عضو مجمع البحوث الإسلامية ما حدث مع شيخ الأزهر وقال انه لايليق بأي حال من الأحوال ما حدث وهي مسألة لايمكن قبولها, وأن الشخص الذي فعل هذا اما ان يكون جاهلا, أو متعمدا. ومن الناحية السياسية فهو علي درجة رئيس الوزراء, كما طالب مؤسسة الرئاسة بضرورة الاعتذار عن هذا الموقف, ومحاسبة الشخص المسئول عن ما حدث, مشيرا الي ان الاعتذار وحده لايكفي, ومن حق الأزهر وهيئة كبار العلماء قبول هذا الاعتذار أو رفضه. من جانبه عبر الدكتور إسماعيل الدفتار أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية والذي رافق شيخ الأزهر في احتفالية جامعة القاهرة عن أسفه لما حدث معه وحكي ل الأهرام انه لم يكن لهم اماكن مخصصة للجلوس وقد اضطروا للانتظار فترة طويلة في مقاعد الصالة العامة, وعند دخولهم للجلوس في الصف الثالث قال لهم أحد الأشخاص ان هذه المقاعد غير مخصصة لهم, ويضيف أنه في نهاية الأمر لم يجدوا إلا كرسيين في آخر القاعة مما اضطرهم إلي الانسحاب بعد التعرض لهذا الموقف, المهين فشيخ الأزهر لايمثل نفسه فقط وإنما هو رمز للإسلام بكامله وتاريخه وحضارته, والواجب في كل الأحوال التقدير لشخصه والتكريم لما يرمز له فحضوره في عرف الأمة, اعلان عن السرور بانتصار إرادة الشعب وفرح بالتعبير الذي أكدته الأمة علي التزامها بدينها ووحدتها وتحمل المسئولية من أجل جميع أبنائها, وكان يجب علي الذين ينظمون المكان أن تكون الصورة بالنسبة لما يمثله شيخ الأزهر واضحة جلية, وذلك من حيث الاهتمام بالمكان الذي يجلس فيه شيخ الأزهر ومن معه من كبار العلماء ولايترك الأمر للمصادفات أو يترك علي عواهنه, وليس معني الحرص علي تخصيص المكان أنه يشير إلي نوع من التفرقة بين الحضور لكن رعاية السن والمكانة مطلوبة دائما, فكلنا نعلم قول الرسول- صلي الله عليه وسلم-( ليس منا من لم يوقر كبيرنا), ثم إن المعروف في بروتوكول المراسم أن شيخ الأزهر لانه بدرجة رئيس الوزراء يجب جلوسه في الصف الأمامي, وهذا يضاعف مسئولية من كل إليه أمر تنظيم القاعة وأماكن الجلوس