هناك جملة متفق عليها فى جميع دول العالم التى تمارس كرة القدم «الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة» وقد تكون هذه الجملة التى تخفى خلفها كثيرا من نيات قضاة الملاعب، ومدى قدرتهم فى التحكم بقراراتهم خلال إدارة المباريات صحيحة، ولعل الجدل الدائر بسبب إغفال جهاد جريشة احتساب ركلة جزاء صحيحة للزمالك أمام المقاصة، يعود بنا إلى صلب حقيقة هذه الجملة، وشهدت مباريات الكرة فى مصر خلال السنوات الأخيرة حالات يشيب لها الرأس لفداحة الأخطاء وبسبب هبوط مستوى التحكيم بشكل عام، والأزمة الحقيقية هى فى مستوى الحكام وليس حالات التربص منهم ضد المنافسين، فهذا أمر غير وارد. وقد يكون مسئولو الزمالك لديهم الحق فى الغضب بسبب خسارة لقاء المقاصة وكان بين أيديهم فرصة للتعادل على الأقل، وهذه ليست الحالة الوحيدة التى حرمت فريقا من فوز أو تعادل، فالزمالك نفسه استفاد بشكل مباشر ومؤثر خلال الموسم الحالى من الأخطاء التحكيمية التى خدمت القلعة البيضاء، وعلى سبيل المثال، فى مواجهة طنطا خلال الجولة التاسعة تغاضى الحكم عبد العزيز السيد عن احتساب ركلتى جزاء صحيحتين لفريق طنطا ومنح الفوز للزمالك، وفى الجولة الرابعة عشرة رفض سمير عثمان احتساب ضربة جزاء لفريق أسوان أمام الزمالك، وفى مواجهة المصرى التى كان يديرها جهاد جريشة نفسه، حرم المصرى من ضربة جزاء صحيحة أمام الزمالك فى الجولة الثامنة، وكلها حالات استفاد منها الزمالك وخرج فائزاً، ولم نسمع من المنافسين لغة الانسحاب من البطولة أو تجميد النشاط أو المطالبة بإعادة المباراة، ولو حدث لطالب جميع فرق الدورى بإعادة مبارياتهم فى المسابقة بسبب الأخطاء التحكيمية المؤثرة، والغريب أن الجميع يتحدث وتناسى أن هناك فرقا ومنتخبات خسرت بطولات عالمية بحجم كأس العالم بالأخطاء التحكيمية، وليس مباراة ضمن مشوار بطولة طويلة، فالظاهرة عالمية، حتى أن حكم لقاء السوبر الأخير التشيكى تغاضى عن احتساب ضربة جزاء للأهلى وفاز الزمالك، ومع ذلك لم يحدث ضجيج لأن الأخطاء واردة. من حق الزمالك وغيره من الفرق أن تحافظ على حقوقها، ولكن ليس بالتلويح والتهديد والتنديد، أو إعلان الانسحاب، فالزمالك لديه تاريخ كبير وجماهير أكبر، ولابد أن تنعكس قرارات مجلس إدارته على حجم هذا التاريخ والشعبية. ولم يكن الزمالك هو المتضرر والمستفيد الوحيد «فى الوقت نفسه» من أخطاء الحكام فتغاضى احمد العدوى عن احتساب ضربة جزاء لمصلحة الشرقية أمام المصري، وتغافل جريشة عن احتساب ضربة جزاء لمصلحة طلائع الجيش أمام الاسماعيلي، وهناك إلغاء لأهداف مشروعة مثلما حدث للأهلى أمام النصر وأيضاً طنطا الذى ألغى له هدف فى شباك سموحة بالجولة 20، وإلغاء هدف باولو مهاجم الزمالك فى مرمى النصر، وإلغاء هدف لدجلة عن طريق محمد هلال فى مرمى الزمالك بداعى التسلل فى الجولة ال12 رغم صحة الهدف، هذه الحالات تؤكد أن الأخطاء التحكيمية واردة وموجودة ولن تنتهى ولكن نحن نتحدث عن كيفية تقليل حجم الأخطاء والارتقاء بمستوى الحكم المصري، حتى لا تتكرر الأخطاء التى تستفز الجماهير وتغضب المسئولين.