مع الاعتذار لعمنا وتاج رأسنا: محمود بيرم التونسي. سيد شعر العامية المصرية منذ زمانه وحتى الآن. الأوله آه. والآه الأولى تدور حول انخفاض سعر الدولار وارتفاع الأسعار. لا ينكر ما جرى فى الواقع إلا جاحد. فالدولار أوشك أن يصبح سلعة بدلاً من كونه عملة، تعدى العشرين جنيهاً. وبَشَّرنا بعض المتشائمين بأنه قد يتجاوز الثلاثين جنيهاً. لكن ما سمعته من طارق عامر، رئيس البنك المركزى بحتمية انخفاض سعر الدولار أصبح حقيقة. ونزلت الأرقام وأوشكت على الاستقرار عند الخمسة عشر جنيهاً. ما جرى يوشك أن يكون مجرد جملة اسمية. لم يكتمل خبرها. لأن نزول سعر الدولار وانخفاضه لا بد أن يتبعه انخفاض الأسعار بالأسواق. وهذا ما لم يحدث. انخفاض الدولار مسألة مؤكدة نراها ونلمسها. لكن أين انخفاض الأسعار أو عودتها لما كانت عليه؟ رغم يقينى أن الأسعار لم تنخفض من قبل. التحدى الحقيقى للدولار واستعادته من التعامل معه كسلعة. وعودته إلى دوره كعملة أجنبية نتعامل بها فى الأسواق. هذا التحدى سيحدث عندما يتحرر التعامل مع الدولار فى البنوك من القيود. وأن يكون له سعر واحد. سعر ورقى وسعر حقيقي. وهذا ما لم نصل إليه. وبعيداً عن حكايات الدولار التى قد لا تنتهي. وأرجو أن نكتب لها كلمة النهاية قريباً. فإن جنون الأسعار يستلزم مواجهة من الدولة ومن المجتمع ومن النخب الاقتصادية والسياسية المصرية. هل أقول لماذا لا نفرض تسعيرة جبرية بالأسواق؟ قال لى بعض المختصين إن مصر وقّعت على اتفاقيات دولية تمنعها من الإقدام على هذه الخطوة. وأن حرية الأسواق ورأس المال الخاص يمنعانها. وفى هذه الحالة. هل هناك مانع من فرض تسعيرة ودية أو استرشادية. لا بد أن يكون فى الأسواق مسمى التسعيرة مهما يكن العنوان. أما ترك الأسواق (سداح مداح). فمسألة لا أعتقد أنها سهلة أو بسيطة. ومخاطرها لا بد أن نضعها فى الاعتبار دون تهوين أو تهويل. التانية آه. وهى تلمس عصباً عارياً. لكن إذا كان الأمر يرتبط بأمننا القومي. فلا بد أن نتناوله وأن نتكلم فيه. وعلى رءوس الأشهاد. العدو الصهيونى يتحدث عن صواريخ تطلق عليه من سيناء. وأنا لم أقل إسرائيل. ولكن قلت العدو ووصفته بالصهيوني. لأنهم يخرجون وفى وسائل إعلام ويتحدثون عن أنهم تعاملوا مع الصواريخ. وأطلقوا نيرانهم على تنظيمات إرهابية دولية موجودة فى سيناء. أنا لا أناقش الكلام. ولكنى كنت أتصور أن تبادر مبكرا الدولة المصرية فى مواجهة الكلام الخطير. لا أصدق ما يقولونه. ولا أذنابهم وذيولوهم من فلول وبقايا الإخوان المنتشرين فى فضائيات ليست قليلة.هل يعقل أن هذا الأمر البالغ ما هو أكثر من الخطورة. وما هو أوسع من قضايا المصير. يطلق هكذا ولا نجد رداً عليه فى البداية إلا من نائبين فى البرلمان. أولهما هو اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى لمجلس النواب. وصف ما قاله أفيجيدور ليبرمان، وزير دفاع العدو الصهيونى بالأكاذيب والكلام العارى تماماً من الصحة وأنها أقوال مغلوطة. ثم تبعه اللواء حمدى بخيت، عضو مجلس النواب، قال إنها خرافات عارية من الصحة ولخبطة معلومات بغرض تضليل الرأى العام فى إطار حرب المعلومات. يبقى هدفى من الكتابة أن الصمت وأحسنت الدولة فى بيانها بشأن هذه القضية الذى وضع النقاط على الحروف لا يبقى من ذهبٍ فى جميع الأحوال. إنه قد يصل لحدود التقصير الذى يجعلنا نفزع فزعاً مشروعاً على بلادنا. التالتة آه. ومع ترحيبى بزيارة نجم الكرة الأرجنتينى ليونيل ميسى لمصر، وأن زيارته فى حبة قلب كل مصري. نشكره عليها. ونشعر بالامتنان تجاه الزيارة والهدف منها. لكن المطلوب من ميسى قام به. يبقى ما كان يجب علينا القيام به. فنحن أهل البلد. وكان علينا أن نكمل ما قام به الضيف. وهذا ما لم نفعله. قال إعلامنا إن ميسى جاء لهدفين. الأول: الترويج للسياحة العلاجية فى مصر. والثاني: أن لديه برنامجاً لمواجهة فيروس سي. لدرجة أن إحدى الفضائيات وصفت الحفل الغنائى الذى أقيم له بأنه حفل خالٍ من فيروس سي. وهو تجاوز إعلامى قد يكون مطلوباً فى الترويج. لكنه لم يكن دقيقاً. قبل مجيء ميسى وبعد سفره، وقبل الكلام عن السياحة العلاجية فى مصر. وعن مواجهة فيروس سي. وهى فرض عين على كل مصري. ولدينا جهود مصرية جيدة ومشرقة تتم فى أكثر من مكان ويقوم بها مصريون نبلاء مثل الدكتور جمال شيحة ورفاقه فى مركز الكبد بشربين بالدقهلية. يكمل رحلة ميسى ويسبق شكرنا له وامتناننا بما قام به أن نسأل أنفسنا: كيف يكون لدينا فى مصر علاج حقيقي؟ ومواجهة فعلية للأمراض عموماً ولفيروس سى على وجه الخصوص حتى نتطلع لحلم السياحة العلاجية على أرض مصر. لست ضد الزيارة. ولكن ضد التضخيم من شأنها الذى جاوز كل الحدود. فأن تنشر الصحف أنه كانت هناك تشريفة وموكب لميسى وعدد ليس قليلاً من الحراس الشخصيين. فهذا الكلام يتناقض مع الهدف من الزيارة، حتى نقول من خلالها إن مصر آمنة ومطمئنة وإنها فى انتظار السياحة. فما بالك بالسياحة العلاجية؟. أيضاً كان لا بد من باب الشفافية المطلوبة والحتمية أن نعرف كم تكلفت الزيارة؟ ومن الذى تكفل بها؟ هل هى الشركات والقطاع الخاص؟ أم الدولة المصرية المرهقة أساساً بما تنوء به الجبال؟ وما يتعب من القيام به ذوى الألباب. ثم إن كل البرامج التى تحدثت عن ميسى فى مصر كانت بالعربية. ومن تليفزيونات محلية موجهة للمصريين. والخطاب لا بد أن يوجه للخارج. أسئلة مشروعة لا أحب أن تُحَمَّل أكثر مما تحتمل. لأننى فقط أريد أن أقول إن ميسى قام بالمطلوب منه. أما نحن فلم نقم بما يجب علينا القيام به. وهكذا توشك الزيارة أن تكون ناقصة وليست مكتملة. وحتى النقصان هنا. فأنا أقول فى مواجهته إن بعض النقص ربما كان اكتمال. لمزيد من مقالات يوسف القعيد;