من اهم التحديات التى تواجهنا الآن هو تحدى العلم والمعرفة والتى اشار اليهما السيد الرئيس بأنهما قضية امن قومى ، ولعل من اهم التحولات الان هو تحول الانسانية من عصر اطلق عليه عصر الثورة الإلكترونية او عصر الصناعة الى الموجة الثانية و هو القرن الحادى والعشرون ويطلق عليه عصر التكنولوجيا الحيوية، ونتفق جميعا على ان هذا العصر يشهد تغيرا فى طبيعة المعرفة لن يتصدى لها إلا رأسمال بشرى دائم الترقى ، دائب النم، و ومن هنا يمكن القول ان التكنولوجيات الحيوية تعتبر من اقتصاديات التنمية، حيث تقدم فرصا واسعة لمواجهة الحاجة المتزايدة من الغذاء والكساء والقضاء على الجوع والفقر وتطبيقاتها الحديثة سوف تسمح بزيادة انتاج النبات والحيوان الى جانب انها ستساعد على حماية البيئة وتقليل التلوث بمعالجة المخلفات الزراعية والآدمية ومخلفات الصناعة المختلفة لانتاج مواد ذات قيمة اقتصادية وانتاج الطاقه والاحماض العضوية، وفى مجال الصحة العامة فانها ستمكن من انتاج عقاقير للتخلص من الامراض الخطيرة بالاضافة الى العلاج الجينى . ومن البدهيات ان قوة الدول اصبحت تقاس بقدراتها التكنولوجية، وانطلاقا من هذه القاعدة فان العديد من الدول المالكة للتكنولوجيا المتقدمة والمتطورة تحاول الحفاظ على هذا التميز وبالتالى ان الهندسة الوراثية تصل الى مرتبة الاسرار القومية للدولة صاحبة هذه التكنولوجيا الحيوية ، ومن ثم وحتى تدخل مصر هذا العصر فاننا نحتاج الى بناء كيان علمى قوى لهذه المنظومة مع الترابط بين الجامعات العالمية التى لديها قوى بحثية وعلمية فى هذا المجال. واذ اقترح منظومة جامعية تبنى على فكر غير تقليدى من كليات مختلفة يكون محور دراستها التصنيف المختلف للتكنولوجيا الحيوية والذى يرتكز على الالوان، وعلى ان تخصص منطقة صناعية بجانب المنظومة الجامعية تخصص لتطبيقات التكنولوجيا الحيوية الصناعية: التكنولوجيا الحيوية الخضراء وتحتوى على الكليات الزراعية المختصة بتطبيقات التكنولوجيا الحيوية فى هذا المجال ودراسة علم النبات والهندسة والزراعة ، وتجلب الأمل للدفاع عن الجوع على الأرض. ويستخدم التكنولوجيات التي تسمح بإنتاج أكثر خصوبة ومقاومة، نحو الإجهاد الحيوي وغير الحيوي والنباتات وإنتاج الأسمدة الحيوية. التكنولوجيا الحيوية الحمراء وتحتوى على كليات الطب والصيدلة وهي تعنى بدراسة تطبيقات التكنولوجيا الحيوية فى هذا المجال من إنتاج اللقاحات والمضادات الحيوية، واكتشاف أدوية جديدة، وزراعة الانسجة والاعضاء وبناء أجهزة اصطناعية. واذ اشار القرآن الى الخلايا الجذعية والتكنولوجيا الحيوية فى قول الله عز و جل «مِنْ مُضْغَة مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ» .(5) الحج. وفهم العلم الحديث المضْغة المخلَّقة وهي التي يتكّون منها اعضاء الإنسان، وغير المخلَّقة تظل احتياطياً لصيانة ما يتلف، وتعوَّيض أيّ عطب في الأعضاء المخلَّقة. فسميت باسم الخلايا الجذعية، وتوجد الخلايا الجذعية في المشيمه وفى نخاع العظام، واكتُشفت حديثًا في أعضاء عديدة مثل لب الأسنان، من هنا نشأت فكرة إنتاج عدد وفير من الخلايا الجذعية باستنباتها معمليًا لزيادة قدرتها على الترميم، وتأكد أنَّ الخلايا الجذعية غير المتخصصة تستطيع التحول إلى أي نوع من أنسجة الجسم ، ويمكن إنتاج خلايا عضو محدد أو ترميم نسيجه التالف. التكنولوجيا الحيوية البيضاء و تحتوى على التكنولوجيا الحيوية الصناعية ويقوم على تطبيقاتها الصناعية فى مجالات الكيمياء والصيدلة وانتاج مستحضرات التجميل، الورق، المنسوجات، الدباغة والصناعات الغذائية، فضلا عن صناعة الطاقة من المخلفات و الوقود الحيوى. التكنولوجيا الحيوية الزرقاء وتحتوى على كلية لعلوم البحار وتستند إلى استغلال موارد المحيطات والبحار لإنشاء المنتجات والتطبيقات ذات الأهمية الصناعية. آخذا في الاعتبار أن البحر يمثل التنوع البيولوجي. ولا شك تملك العديد من المواد الخام هذه المواد، تستخدم على نطاق واسع في الغذاء، والعلاج الصحي ومستحضرات التجميل. وتمثل الجيل القادم من الوقود الحيوي التي تنتجها الطحالب المجهرية وهو أحدث المواد الخام المستمدة من الحياة البحرية. التكنولوجيا الحيوية البنفسجية وتحتوى على كلية الحقوق كأي حقل جديد من النشاط البشري، الذي يدخل حياة الإنسان على نطاق واسع وحيوي، يسبب الشكوك والمخاوف، فضلا عن المشكلات القانونية والتشريعات المتصلة بمنح البراءات لاختراعات لها. والمعضلات الأخلاقية . أستاذ الهندسة الطبية عضو مجلس النواب لمزيد من مقالات د. شيرين فراج