مرت يوم 4 فبراير ذكرى مولد الدكتور جمال حمدان ضمير مصر المتجدد فى مثل هذا اليوم قبل 89 عاما ولد جمال حمدان الذى ترك بعد رحيله ارثا يافعا وكنوزا من المعرفة التى تفتخر بها المكتبة العالمية والعربية والمصرية. قال عنه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه عن حرب أكتوبر « لقد ظهر هذا العالم المتميز فى آفاق الفكر العربى كطائر العنقاء الأسطورى الذى تحكى عنه قصص الأقدمين أن موطنه الأصلى صحراء العرب وتروى أن طائرا واحدا منه يظهر كل مئات السنين , وأنه يعلو فى الآفاق ويملؤها محلقا بأجنحته العريضة المهيبة». أما جمال حمدان فيقول فى كتابه «إستراتيجية الإستعمار والتحرير» (فى السياسة كما فى الحياة, وفى الحاضر كما فى الماضى , الحق هو القوة , والقوة هى الحق , فكل حق إنما بدأ قوة , ثم أضيف إليها الأمر الواقع مضروبا فى عامل الزمن فأصبحت حقا مكتسبا , بينما أصبح الحق مجرد تقنين للقوة , لكن بنفس المنطق فإن كل قوة قائمة قابلة للنسخ بفعل قوة مضادة لها فى الإتجاه وماثلة فى القوة) . ولد جمال حمدان فى الرابع من فبراير 1928 بقرية ناى بمدينة قليوب محافظة القليوبية لأسرة بسيطة ومتعلمة كان يعمل والده مدرسا للغة العربية بمدرسة شبرا الإبتدائية والتى ألحق بها إبنه وحصل على شهادة الثقافة عام 1943 ثم إلتحق بمدرسة التوفيقية الثانوية وحصل على الشهادة التوجيهية عام 1944 وكان ترتيبه السادس على القطر المصرى (مصر والسودان ) وتنتمى أسرته إلى قبيلة بنى حمدان العربية التى جاءت إلى مصر مع الفتح العثمانى . كان حمدان يحب أستاذ الجغرافيا بالمدرسة ويرى فيه المثل الأعلى والتحق بكلية الآداب قسم الجغرافية بجامعة ( فؤاد الأول ) القاهرة حاليا وتخرج منها فى عام 1948 و أوفدته الجامعة فى بعثة لإستكمال دراسته فى بريطانيا عام 1949 فحصل على دكتوراة الفلسفة فى الجغرافيا البشرية من جامع ريدينج عام 1953 وكانت رسالته عن «سكان وسط الدلتا قديما وحديثا». ثم عين مدرسا بالكلية عام 1954 ورقى أستاذا مساعدا عام 1959 وظل يعمل بالتدريس حتى إستقال عام 1963 ليتفرغ للبحث العلمى واعتزل الحياة العامة حتى توفى يوم السابع عشر من أبريل 1993. نال جائزة الدولة التشجيعية عام 1959. من أبرز مؤلفاته «شخصية مصر ودراسة فى عبقرية المكان» . من أبرز أقواله المأثورة «من كان أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا فهو من صنع الله».