كشفت هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أمس عن أن خطة وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» الجديدة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابى ستظهر بحلول الاثنين المقبل، وأنها ستتجاوز حدود سوريا والعراق. وقال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس الهيئة إن «الأمر، لا يتعلق بسوريا والعراق. إنما يتعلق بالخطر الذى يتخطى حدود المنطقة»، مشيرا إلى خطورة منظمات إرهابية أخرى مثل القاعدة. وأكد دانفورد أن تقديرات الجيش الأمريكى تشير إلى أن تنظيم داعش الإرهابى اجتذب نحو 45 ألف مسلح أجنبى من أكثر من 100 دولة فى أنحاء العالم، وأوضح أنه من أجل النجاح فى القضاء على التنظيم الإرهابى بشكل نهائى «فإننا نحتاج أولا إلى قطع الرابط بين مختلف الجماعات والتنظيمات الإرهابية الإقليمية التى تشكل الآن خطرا عالميا». جاء هذا فى الوقت الذى ذكرت فيه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الجنرال دانفورد منفتح على رفع مستوى التعاون مع روسيا فى سوريا إلى مستوى أعلى من حيث القيادات العسكرية، خاصة بشأن العمليات الجوية. وأوضحت الصحيفة فى سياق تقرير لها أن هذا الجهد يستهدف منع وجود أى صدام فى الأهداف الميدانية ما بين الدولتين، لكن تعقده المخاوف فى «البنتاجون» من أن القيام بذلك سيبدو على أنه بداية لتعاون بين واشنطن وموسكو على أرض المعركة. ونقلت الصحيفة عن الجنرال تشارلز كوركوران قائد الجناح العسكرى ال380 لسلاح الجو الأمريكي، قوله إن «مزيدا من الحوار سيكون مفيدا. ليس سيئا أبدا أن تكون هناك علاقات بين الجيشين، فكم من مرة قلنا أثناء الحرب الباردة إنهم منعوا أشياء سيئة من الحدوث، وبالطبع ستكون لدينا أهدافنا». من جهة أخري، أكد أدريان رانكين جالاواى المتحدث باسم «البنتاجون» أن السياسة المتعلقة بدعم الفصائل السورية المسلحة، وتحديدا المليشيات العسكرية الكردية «لم تتغير». فى الوقت نفسه، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية اثنين ممن وصفتهما بأنهما قياديان بجماعة جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) فى سوريا على قائمتها السوداء للعقوبات. وذكرت وزارة الخزانة فى بيان أن السلطات الأمريكية أدرجت كلا من إياد نظمى صالح خليل وبسام أحمد الحصرى على قائمتها السوداء للعقوبات، بعد أن ساعدا فى الإشراف على عمليات جبهة النصرة فى سوريا. سياسيا، تواصلت أمس فعاليات اليوم الثانى من مؤتمر «جنيف 4» لحل الأزمة السورية بتحديد جدول عمل الجولة الجديدة من المفاوضات بين وفدى الحكومة والمعارضة السورية. وقال ستافان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا إنه بعد لقاءات ثنائية مع الوفدين تم الاتفاق على الآلية التى سيتم اتباعها خلال المفاوضات، خصوصا بعدما طلب وفد المعارضة، الذى يضم ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات وفصائل مسلحة، خوض مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية. على صعيد متصل، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن المهمة المطلوب تحقيقها فى سوريا هى مساعدة السوريين على تحقيق الاستقرار فى بلادهم ومحاربة الإرهاب، مشددا على ضرورة عدم التدخل فى شئون سوريا الداخلية. وأضاف بوتين ، خلال لقائه بضباط الأسطول الشمالى الروسى الذين شاركوا فى مهمات عسكرية قبالة سواحل سوريا، أن «مهمتنا ترسيخ السلطة الشرعية فى البلاد وتوجيه ضربة ساحقة للإرهاب الدولي. ومن أجل هذا يجب المساهمة فى أن تحافظ سوريا على وحدة أراضيها».