خلال زيارته مصر، أشاد اللاعب العالمي ليونيل ميسي بالجهود المصرية في مكافحة فيروس «سي» حتي أصبحت مصر في فترة قصيرة تحتل المرتبة الأولي عالميا في علاج هذا المرض، مشيدا بالجهود الوطنية الكبيرة والنماذج المحلية الرائدة والرعاية المباشرة من رئيس الجمهورية، حتي استطاعت مصر أن تستحوذ علي ثلثي الرقم العالمي في اقتلاع الفيروس من جذوره بنحو 900 ألف حالة. ومن بين هذه التجارب والنجاحات تبدو تجربة مركز ومستشفي الكبد بشربين نموذجا مهما، لتقدم المثل علي الإرادة المصرية القوية التى أنقذت عشرات، بل مئات الآلاف من المصريين من هلاك الفيروس الفتاك وأسهمت في جعل مصر نموذجا يدرس عالميا بعد أن كانت أعلي دول العالم في انتشار الوباء، وقد أنشئت «مؤسسة الكبد المصري» بشربين عام 1997 تحت اسم «جمعية رعاية مرضي الكبد بالدقهلية»، وافتتح لها أكثر من 26 فرعا علي مستوي الجمهورية. وتقدم المؤسسة الخدمة العلاجية الأمثل لمرضي الفيروسات الكبدية حيثما وجدوا، وتوصيل خدمات المؤسسة العلاجية للمرضي غير القادرين بالمجان تمامًا ودون تحميلهم مشقة الانتقال إلي محافظات أخري غير التي يقيمون بها. وتمتلك مؤسسة الكبد المصري عددا من الكوادر الطبية والفنية المدربة، كما تعمل علي تطوير البحث العلمي وإنشاء أكبر معهد للتمريض بجوار أكبر صرح طبي تمتلكه بشربين، وهو «مستشفي ومعهد بحوث الكبد المصري» الذي يعد نموذجا عالميا في علاج غير القادرين، والذي نجح حتي الآن منذ إنشائه في شفاء 57 ألف مريض من فيروس «سي» و«بي»، وإجراء عمليات جراحية ومناظير وعلاج سرطان الكبد، كما يمتلك مستشفي الكبد المصري وفروع المؤسسة بالمحافظات أفضل وأحدث المعامل وأجهزة الأشعة التشخيصية و«الفيبرو سكان» وغرف العمليات ومعامل التكافؤ الحيوي بتكلفة تتخطي 200 مليون جنيه من خلال تبرعات أهل الخير ومساهمات رجال الأعمال. والدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والتعليم العالي بمجلس النواب ومؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الكبد المصري، أكد أن مؤسسة الكبد المصري تعني بتوصيل خدماتها الطبية لجميع أنحاء مصر، بالإضافة إلي القوافل المتنقلة التي يتم تنظيمها بالتعاون مع بعض الجهات الرسمية والنقابات والاتحادات من أجل تحقيق رؤية المؤسسة وهي إعلان مصر أول دولة في العالم خالية من فيروس «سى». قال الدكتور جمال شيحة إن المؤسسة تخطط لعمل مسح شامل خلال الأشهر الستة أشهر يستهدف علاج 400 ألف حالة من فيروس الكبد الوبائي «سي» بمختلف محافظات الجمهورية، وبحلول 30 يونيو المقبل سيكون كل من اكتشف إصابته بفيروس «سى» قد شفي تماما من المرض، فمصر أمة شابة وقوية ولها مستقبل عظيم بتضافر جهود الشعب والحكومة ومنظمات المجتمع المدني، وقد أصبحت مصر رائدة في علاج مرضي فيروس «سى»، والعالم أجمع يشيد بالتجربة المصرية في النزول إلي المواطنين والكشف عليهم من الفيروس وتوجيههم للعلاج الصحيح والقضاء عليه، كما نجحت المؤسسة في علاج المرضي بالمجان بجهود المتبرعين من الاسكندرية حتي أسوان، وتبرعات أهالي القري والجمعيات الأهلية، مؤكدا قدرة مصر علي القضاء نهائيا علي فيروس «سي» خلال سنوات قليلة. إشادة عالمية وبينما أشاد اللاعب العالمي ميسي بجهود مصر في علاج فيروس «سى»، حصدت مؤسسة الكبد المصري إشادات عديدة من المنظمات العالمية المتخصصة، آخرها إشادة منظمة الصحة العالمية بمشروع «قري خالية من فيروس «سي» ووضعها تجربة قرية «العثمانية» بدمياط ضمن كتابها الإرشادي لعام 2017 الذي تم عرضه خلال الاجتماع 26 للجمعية «الآسيوية الباسيفيكية» لدراسة الكبد التي انعقدت قبل أيام في الصين. وقالت الصحة العالمية إن حملة «مؤسسة الكبد المصري»، وهي إحدي مؤسسات المجتمع المدني في مصر، نجحت في القضاء تماما علي الالتهاب الكبدي «سي« و«بي» لدي كل الشباب والبالغين بقرية العثمانية، حيث قامت الحملة بفحص 98% من سكان القرية البالغين وعددهم 3500 شخص من أصل 3573، تأكد إصابة 270 شخصا منهم بفيروس «سي»، أي نسبة 7٫7% من إجمالي سكان القرية، وإصابة 8 أشخاص بفيروس «بي» 0٫22%، وتم تقديم الرعاية الصحية والعلاج لكل الحالات المصابة من قبل مستشفي الكبد المصري، وتم تغطية تكلفة العلاج عن طريق التبرعات للمؤسسة، أو علي نفقة الحكومة من خلال نظام التأمين الصحي، وأكدت منظمة الصحة العالمية في كتابها أن مؤسسة الكبد المصري قامت بتعميم التجربة في 30 قرية أخري، تم إعلان عدد منها خاليا من الفيروسات الكبدية، وجار العمل علي باقي القري. وأعرب الدكتور جمال شيحة عن فخره وسعادته بوضع تجربة مصر ومؤسسة الكبد المصري في قرية العثمانية علي رأس ثلاث تجارب فقط حول العالم كأمثلة يحتذي بها في مكافحة الفيروسات الكبدية في اليابان وجامبيا. كما حصلت الدراسات التي قام بها معهد أبحاث ومستشفي الكبد المصري عن علاج فيروس «سي» بالتعاون مع عدد من الجهات البحثية والمعاهد التعليمية في مصر علي علامة البحث المميز خلال المؤتمر السنوي ال67 للجمعية الأمريكية للكبد الذي عقد في مدينة بوسطنالأمريكية في شهر نوفمبر الماضي. فروع وقوافل واتبعت مؤسسة الكبد المصري سياسات مفتوحة لتوصيل خدماتها إلي مختلف أنحاء مصر والوصول إلي الفقراء عن طريق فتح فروع تجاوزت 26 فرعا وبخاصة فى المحافظات الأكثر كثافة سكانية والاكثر وجودا لمرضي الفيروسات الكبدية بهدف تقديم الخدمة العلاجية، فضلا عن القوافل الميدانية المتكاملة التي تمثل فروعا متنقلة تقدم مختلف الخدمات التشخيصية والعلاجية. وافتتحت المؤسسة أخيرا سلسلة من الفروع منها بني سويف بالجامع الكبير بشرق مدينة بني سويف الجديدة، والذي يعد الفرع الخامس في محافظات الصعيد ويعتبر من أكبر وأضخم الفروع من حيث المساحة والتجهيزات الطبية والتكلفة المادية علي مستوي محافظات مصر المختلفة. وأواخر العام الماضي افتتحت مؤسسة الكبد فرعها بكفر صقر بالشرقية ليصبح لها ثلاثة أفرع في الشرقية بعد أن نجحت علي مدي العامين الماضيين في فتح فروعها في الزقازيق وفاقوس وهما الفرعان اللذان نجحا في علاج أكثر من 12 الف مريض في عام واحد. وافتتحت المؤسسة فرع دكرنس بعد تطويره، وشهدت محافظة سوهاج في نوفمبر الماضي افتتاح فرع للمؤسسة، ويضم الفرع أحدث الأجهزة الطبية في علاج الفيروسات الكبدية، وفريق عمل مدربا وفق أحدث نظم التدريب الطبية، ويقدم الفرع بجانب خدماته العلاجية خدمات التوعية للوقاية من الإصابة بالفيروسات الكبدية، وطرق العلاج وأهمية إجراء فحوصات تحديد الإصابة بالمرض. كما نفذت المؤسسة 10 قوافل علاجية بمحافظة البحر الأحمر بهدف توقيع الكشف الطبي وعمل الفحوصات والتحاليل الطبية، وتقديم العلاج لمرضي فيروسى «سي» و«بي» بالمحافظة حيث تخطي عدد المنتفعين منها من أبناء المحافظة 5000 شخص. ونظمت المؤسسة قافلتين لاكتشاف فيروس «سي» بقرية الصوامعة بسوهاج واكتشاف إصابة 118 مواطناً علي مدي يومين وذلك بناءً علي نتائج المسح الطبي لفيروس «سي».