طالعتنا الصحف ببدء وزارة التربية والتعليم تطبيق النموذج اليابانى فى التعليم «توكاتو» فى 12مدرسة بالقاهرة الجديدة، وأنه سيعمم تطبيقه بعد ذلك فى بقية المحافظات، ولكن غاب عن القائمين على تطبيق هذه التجربة اليابانية أنها كانت موجودة فى مدارس المحروسة فى ظل العهد الملكى، حيث لم تقتصر مهمة المدارس حينذاك على التعليم فقط، بل امتد نشاطها إلى تنمية معارف الطلاب المختلفة، ومهاراتهم العقلية والرياضية والفنية من خلال الملاعب الرياضية الملحقة بها، وقاعات الفنون من موسيقى ورسم وخطابة وتمثيل، إضافة إلى تعليم آداب السلوك والاهتمام بنظافة الطلاب ومظهرهم الخارجى، وقد نتج عن هذا النظام التعليمى الشامل تخريج الآلاف من أصحاب المواهب فى مختلف هذه الميادين، ومنهم من حصل بعد ذلك على أفضل الجوائز العالمية، وبينها جائزة نوبل، وما أشبه الليلة بالبارحة ورد بضاعتنا إلينا ثانية مع إضافة بعض التعديلات المستحدثة، خاصة إذا علمنا أن اليابان وروسيا القيصرية كانتا ترسلان البعثات، منذ أكثر من مائة وخمسين عاما، إلى مصر للاستفادة من تجربة التعليم المصرية ومناهجها، ومن فنون علم إدارة شئون الدولة، ولا نريد أن يتحجج المتحججون بوهم زيادة السكان، إذ إن هذه الزيادة خير وبركة إذا أحسن تعليمها وتدريبها تدريبا راقيا على مختلف المهن والحرف والصناعات الدقيقة، بما يعود على البلاد بمليارات الدولارات، كما هو حادث الآن فى الصين والهند على الرغم من كثرة مشكلاتهما، وزيادة أعداد سكانهما، وهنا يرى ابن خلدون، رائد الاقتصاد الحر، أن هناك تناسبا طرديا وعلاقة متبادلة بين زيادة الإنتاج وزيادة عدد السكان، فكلما زاد عدد السكان كثرت الأعمال، وزادت الثروات، وعمت الخيرات والعكس صحيح، فقلة عدد السكان وتناقصها تؤدى إلى نقص الخيرات، ومصداق ذلك أننا نرى أوروبا الآن تفتح أبوابها للمهاجرين الأجانب لسد النقص فى الأيدى العاملة، وما يترتب على ذلك من زيادة الإنتاج. د. صلاح بسيونى رسلان أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة