«أعتى علماء الاجتماع والاقتصاد ولو كارل ماركس نفسه نزل مصر، فسوف «يتوه فيها» لأنه لن يميز بين الطبقات»!.هذه الكلمة أو هذا المعنى الذى تدور حوله، مازال عالقا بذهنى حتى الآن منذ ما يزيد على ربع قرن!. وهى كلمات سمعتها من المؤرخ الكبير الدكتور عبد العزيز نوار عميد كلية آداب عين شمس الأسبق، قالها ساخرا من محاولة التعرف الدقيق على النظام الطبقى فى مصر، فأنت لن تجد على أرض الكنانة شرطا قطعيا يميز الانتماء من طبقة لأخرى، لا فى المكان ولا فى العادات والتقاليد ولا حتى فى الأصول، فقد تجد فى أحياء شعبية مشهورة بأنها أحياء الفقراء، مليارديرات «أعنى جيدا ما أكتبه» فهناك فى عشوائيات القاهرة وأحيائها القديمة، من تزيد ثرواتهم على المليار. فالتقسيم التقليدى لجموع المصريين قد يتغير فى المدينة الواحدة والحى الواحد والقرية الواحدة وربما فى العائلة الواحدة، وكما توجد هلامية فى الثروات والدخول الاقتصادية، توجد أيضا تلك الهلامية نفسها فى العادات والتقاليد الاجتماعية والمستويات الثقافية والاقتصادية وقد تجد فى أرقى الأحياء من يعيشون على كفاف احتياجاتهم، كما ستفاجأ بمليارديرات بثقافة بلطجية و«فواعلية» بأخلاق العلماء!. فالدراسات الأكاديمية وشبه الأكاديمية ستصاب باضطراب، إذا ما تصدت لتفسير الواقع الاجتماعى والاقتصادى وعمليات الصعود والهبوط التى لن تجد لها مبررات علمية كافية،. فلابد إذن من إعادة النظر فى القواعد المنهجية الحاكمة لنظرتنا إلى المجتمع، فهى تبدو «معذرة» فى حالة انفصام عن الواقع الفعلى وتكتفى بالتناسق الوهمى بين معطيات متخيلة تؤدى بنا لنتائج وهمية تعمق هذا الاغتراب الذى يعانيه كل من يحاول التعرف على المجتمع المصري!. لمزيد من مقالات محمد شمروخ