لم يكن السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية موفقاً – فى تقديرى – عندما وصف ثورة يناير بأنها مجرد "فورة" مستندا فى تحليله على أن الثورة هى التى تحدث تغييرا جذريا فى المجتمع مثل ثورة 23 يوليو، وأن كلمة الربيع العربى انطلقت من الغرب الذى دبّر كل ما حدث لتغيير الخريطة والمنطقة . وبداية فإن الدستور المصرى أكد فى مقدمته دور ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى تعديل مسار مصر ,ولولا ثورة يناير ما انتهى عصر مبارك بكل مساوئه وعيوبه ,وما قام الجيش بدوره الخالد لحماية شعبنا واستقرار وأمن مجتمعنا وتحدى مؤامرات قوى عظمى لإسقاط مصرنا ,وما نزل الناس بالملايين فى 30 يونيو إلا لإنهاء حقبة فساد وترهل طويلة تسببت فى تأخر بلادنا وتخلفها .. فبالثورتين معا تمكنا من تغيير نظام كامل فاسد ,وبدأنا عصر جديد نتطلع من خلاله إلى تحقيق مستقبل أفضل رغم كل الصعاب والتحديات التى عاشها شعبنا ويشعر بها المصريون حاليا .. والتى غالبا ما تصاحب جميع الثورات فى أنحاء البلاد كافة على مر العصور . على أى حال نحن لا نريد إضاعة الوقت أو زيادة واستئناف الجدل بين فئات المجتمع حول تعريف ما إذا كان ما حدث فى يناير ثورة أم "فورة" ,ولنترك للتاريخ أن يقول كلمته مستقبلاً ..ولكن كل ما نبغيه الآن أن نشحذ الهمم وندفع الناس للعمل والجهد والإنتاج من أجل تحقيق نهضة حقيقية لهذا الوطن العزيز وذلك الشعب الأبى بعد سنوات عجاف من الظلم والحرمان كى ينعم بثمرة كفاحه وصبره .. خاصة مع بشائر الخير التى بدأت تلوح فى الأفق مع انخفاض سعر الدولار والإعلان عن عودة السياحة الروسية إلى مصر واستئناف رحلات الطيران بين موسكو والقاهرة خلال أيام بعد توقف دام نحو 15 شهرا فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء فى 31 أكتوبر 2015 .. وهو الأمر الذى يجب أن نستعد له بمزيد من التدريب والتجهيز والتوعية والمراقبة والمتابعة والحزم .. وأيضا التفاؤل !! [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى