ليس لأنه قضى أكثر من عقدين وزيراً لثقافة مصر وليس لأنه فنان تشكيلى ليس بشهادتى ولكن بشهادة كبار نقاد أوروبا. وليس لأنه قدم الكثير والكثير للفن فى مصر وأيضا للآثار . أهم ماتمتلكه مصر بين كل الدول وليس لما قدمه من فكر آثار به جهات عديدة لدينا.. ليس لكل هذا ولكن.. !! أكتب عنه اليوم بعد صدور كتاب باسم «فاروق حسنى وأسرار معركةاليونسكو» للزميلة فتحية الدخاخنى الصادر عن الدار المصرية اللبنانية. الكاتبة فتحية الدخاخنى ليست من جيلى ولكن جيل أصغر بكثير منى ويمكن هنا أن أقول إننى فرضت صداقتى عليها عندما كنا نتقابل كل عام فى أسوان بمناسبة مهرجانها العالمى للفن أى سيموزيوم أسوان. كنا نقضى أكثر من يوم فى رحلة فنية ممتعة, تنتهى فى الغالب بحفل فنى فى أجمل مسرح من وجهة نظرى وهو المسرح المفتوح بأسوان. هذه علاقتى بالكاتبة فتحية الدخاخنى ولما لمسته فيها من نشاط كبير وحب للعمل الذى تؤديه. هذا عن الكاتبة أما عن مضمون الكتاب فهو وزير ثقافة مصر الأسبق فاروق حسنى أو الفنان فاروق حسنى . أسرار معركة اليونسكو التى خاضتها وضمتها فتحية فى هذا الكتاب.. تقدم لنا أسرارا كنا نستشعرها ولكن لا نقول إنها تؤكد لنا أن هذه الأسرار تقدم أيضا أسرار عدم الثقة فيما يسمى بالديمقراطية.. لأن هذا الإنسان خسر بالتأكيد من عدم حصول فاروق حسنى على رئاسة اليونسكو التى فازت بها البلغارية للمنصب. بالطبع ليس تقليلا من شأنها أو قدراتها ولكن لأن ماقدمه فاروق حسنى كمسوغات لحصوله على هذا المنصب خاصة وهو يملك إدارة الموازنات والميزانيات وإدارة المؤسسات الكبرى والهيكلة وإعادة الهيكلة وتطوير الأعمال وامتلاك روح التجديد والابتكار وجدية العمل الثقافى والتربوى والمعرفى والاحتكاك الدولى وزيادة فعاليات المنظمات وامتلاك روح المبادرة والابتكارات والتجديد وأيضا بناء العلاقات مع وسائل الإعلام وجمع التبرعات والموارد الاجتماعية وغيرها كثير وليتولى حاليا منصب أستاذ غير متفرغ لكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية من عام 99 وحتى الآن وهى الكلية التى تخرج منها بعيداً عن كل هذا ولحصوله على كل هذه المؤهلات فإن أسرار المعركة والتى كان قاب قوسين من أن يكسبها لولا أن العالم قدم لنا القول الفصل فى أنه لا ديمقراطية ولا بعدما اقترب من المنصب ليقف أمامه من لا يطيق اسم مصر فى هذا التوقيت بالذات لذلك كان أن خذلته إسرائيل وأمريكا ليؤكدا لنا أن الشعارات التى تتردد كثيراً ونسمعها كثيرا أيضا ليس لها وجود حقيقى على الأرض. لم يحزن فاروق حسنى شأنه شأن أى فنان يعيش للإبداع وللفن ولكن ربما التأثر كان من نصيبنا نحن الذين رافقوا فاروق حسنى طوال رحلته الابداعية خاصة وهو وزير الثقافة حتى أننى كنت أردد دائما هذا الوزير لابد أن يوزع على الصحفيين حبوب النشاط والحيوية حتى يتمكنوا من متابعة أنشطته المختلفة من هنا وهناك. ويقول الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد فى تقديمه للكتاب إن الدولةالمصرية رفضت استقالته من وزارة الثقافة بعد خيانته فى انتخابات اليونسكو التى كانت ستحظى بشخصية مؤهلة تماما لها. لكن هذه هى شعارات العالم التى تحمل كل الزيف.