علي مدي عقود طويلة ارتبط اسم مصر بالقضية الفلسطينية التي أضحت جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. ودفعت مصر ثمنا باهظا لم يدفع أحد مثله في الصراع العربي الإسرائيلي، من دماء الشهداء وآهات المصابين، والمليارات التي فقدها الاقتصاد المصري وتأثرت بسببها عجلة التنمية، والدمار الذي لحق بمناطق عديدة في بعض الفترات التاريخية، حتي أضحي في كل بيت مصري شهيد أو مصاب في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض. وخاضت مصر جولات كثيرة في معارك الحرب والسلام من أجل التوصل إلي تسوية تضمن للفلسطينيين حقوقهم في دولة مستقلة علي أساس حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدسالشرقية. ورغم المتغيرات الكثيرة التي شهدها العالم ومنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، وأدت إلي تراجع الاهتمام الدولي والإقليمي بالقضية الفلسطينية، أصرت مصر علي استكمال دورها التاريخي في هذا الصدد، ولم تترك بابا إلا وطرقته للمساعدة في إعادة الاهتمام بهذه القضية المحورية. إلي جانب التأكيد الدائم علي أولوية التوصل إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ينهي الصراع بشكل دائم، ويحقق السلام في المنطقة لإفساح المجال لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إليها شعوب المنطقة، والقضاء علي أحد أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعالها. ولاتخشي مصر في هذا السبيل من أي محاولة للتشويش علي دورها أو محاولة عرقلته، وقد سبقت الجميع إلي خوض معركة السلام مثلما خاضت معركة الحرب، وأثبتت حركة التاريخ صواب الموقف المصري. ولن تترك القاهرة أي فرصة مع جميع الأطراف المعنية من أجل تهيئة المناخ أمام التوصل إلي حل دائم للقضية الفلسطينية يستند إلي الثوابت القومية والحفاظ علي حقوق الشعب الفلسطيني. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;