ثبتت امكانية استخدام غاز البيوجاز الذى ينتج من تحلل البقايا النباتية والحيوانية فى الطهو والإضاءة والتسخين والتبريد وتشغيل آلات الاحتراق الداخلى مثل ماكينات الرى والطواحين والآلات الزراعية كما يمكن إنتاج الطاقة الكهربية بمولدات تعمل بالبيوجاز، واستخدامه أيضا بعد ضعطه فى اسطوانات كوقود جيد لتشغيل الماكينات سواء الديزل أو البنزين، وينتج هذا الغاز بواسطة وحدات تقام تحت الأرض، وتكون محكمة القفل وتتم تغذيتها بالمخلفات النباتية والأحطاب وقش الأرز وعروش الخضر ومخلفات الصوب والثمار التالفة وغيرها، وكذلك المخلفات الحيوانية والآدمية والمنزلية والصناعية ومخلفات المجازر والحشائش البرية والمائية وخاصة ورد النيل الذى يتسبب فى فقد كميات كبيرة من مياه الرى المخصصة للمحاصيل المزروعة، فلماذا لا يتولى شبابنا الباحثون عن عمل إنتاج هذا الغاز الحيوى عن طريق شركات متخصصة تجمعه من هذه الوحدات بسيارات مجهزة بخزانات ويعبأ بعد ذلك فى عبوات للاستعمال على أن تكون وحدات البيوجاز فى المنطقة غير المستغلة فى زراعة المحاصيل الزراعية وهى المساحة الواقعة على حواف الترع والمنحصرة بين كل ترعة والطريق المنشأ عليها، وهذه المساحات فى الغالب تكون مزروعة بأشجار مثل الصفصاف والسنط والتوت والكافور وغيرها، وتوجد بين هذه الأشجار مساحات خالية أو تكون بها حشائش ويمكن استغلالها فى إنشاء وحدات البيوجاز مما يسهل للشاب المشرف عليها نقل الفضلات بأنواعها المختلفة، وتحرك سيارات جمع الغاز على الطريق المجاور، وكذلك سهولة جمع ورد النيل والحشائش التى تعوق مجرى القنوات المائية ووضعها فى وحدة البيوجاز، على أن تخصص سيارات مجهزة بخزانات لسحب غاز البيوجاز ويكون بها عداد يقدر كمية غاز البيوجاز الذى تم نقله من وحدة البيوجاز إلى خزان السيارة حتى يمكن التقدير المادى لهذه الكمية. أما بالنسبة لسماد وحدة البيوجاز فبعد فترة تحدد حسب نوعية الفضلات المضافة يتم استخراجه من خزان وحدة البيوجاز على أن يعبأ بعد جفافه فى عبوات خاصة ويباع للمزارعين، وخاصة مزارعى الأراضى الصحراوية لما فيه من معدل عال من المادة العضوية والعناصر الغذائية اللازمة للمحاصيل الحقلية والبستانية المخلتفة والتى تكون سهلة التحلل والامتصاص بواسطة شعيراتها الجذرية، وهذه الأسمدة تباع بأسعار مجزية مما يعود على الشاب المشرف أو المنتفع بوحدات البيوجاز بعائد مرتفع. وفى الوقت نفسه يتم تخليص البيئة المجاورة لهذه الوحدات من الفضلات وبقايا المحاصيل التى ينتج عنها تلوث البيئة وما ينعكس على الصحة العامة لقاطنى هذه المناطق وأيضا تخليص الترع والقنوات المائية من ورد النيل والحشائش المائية التى تعوق تصريف مياه الرى بها مما يؤثر بالسلب على إنتاجية المحاصيل لهذه المناطق وخاصة المساحات الواقعة فى نهايات هذه الترع. أما عن غاز البيوجاز الذى يتم جمعه فى خزانات السيارات التى تقوم بجمعه من وحدات البيوجاز فإنه يعبأ فى اسطوانات تستخدم كوقود يستخدم للأغراض المختلفة ويمكن كذلك استخدامه كوقود للسيارات وغيرها من المعدات. وإذا نظرنا الى بقايا المحاصيل وخاصة المحاصيل الصيفية مثل القطن والذرة الشامية والذرة الرفيعة وقش الأرز ومحاصيل الخضار فكانت فى السابق تستخدم كوقود فى منازل أهل القرية ولكن مع تطور نظم الحياة فإن معظم هذه المنازل تستخدم وسائل متطورة كمواقد الكيروسين والبوتاجاز فى الاستعمالات اليومية تاركين بقايا المحصول السابق لتحدث مشكلة فى الحقول من حيث شغلها أماكن يمكن استغلالها زراعيا، وكذلك تكون مأوى للفئران وأطوار الحشرات الضارة بالزراعة كما تعرض هذه البقايا للحرائق المدمرة وما ينتج عن حرق قش الأرز من تلوث البيئة فى صورة السحابة السوداء وما تسببه من مشكلات صحية وبيئية سيئة، فإن انتشار وحدات البيوجاز بالقرب من الحقول يساعد على التخلص من هذه البقايا وتكون لها أهمية اقتصادية وبيئية فى المزارع وتساعد فى تشغيل الشباب الباحثين عن فرص عمل فى مشروع مثمر. وهكذا نتمكن بطريقة متحضرة من تحويل بقايا المحاصيل والفضلات إلى وقود غازى سهل الاستعمال وسماد عضوى يعبأ فى عبوات لرفع إنتاجية المحاصيل الزراعية. د.أبوبكر العجاجى سوهاج