فى محاولة للتعبير عن ولعه بتاريخ أسرته العريقة ، لم يكتف أحد الفنانيين البيروفيين بوضع بورتريهات لأقاربه الارستقراطيين من ذوى الأصول الأوروبية واللاتينية فقط على جدران شقته الأنيقة فى العاصمة ليما، ولكنه قام بخطوة غير مسبوقة تمثلت فى قضاء أسابيع بل شهور من التدريب كى ليلتقط لنفسه صور لهؤلاء بنفس الملابس ونفس الأجواء المحيطة سواء كانوا من الرجال أو السيدات. ويقول الفنان أن نشأته وسط ظروف عائلية مضطربة بسبب وفاه والدته فى سن مبكرة وهروب والده وهو صغير، اضطره هو واخوته للعيش مع جده وجدته ومن هنا بدأ ولعه بالأشياء القديمة التى احتفظت بها العائلة لخمسة أجيال على الأقل. ويشير الى أنه بعد أن احترف الفن بدأ يفكر جديا فى اعادة تصوير نفسه فى زى هذه الشخصيات كونه يحمل نفس جيناتهم. مؤكدا أن اعادة ابتكار هذه الشخصيات ليست عملية سهلة فهى قد تستغرق شهورا، لأنها لا تقتصر فقط على الشكل الخارجى ، ولكنها تتعدى ذلك لقراءة خطاباتهم فى محاولة لتقمص شخصياتهم وتفصيل الأزياء بشكل متقن خاصة أن بعضها يعود للقرن ال18، فضلا عن المجوهرات التى يتم صنع نماذج طبق الأصل منها. ثم يجرى معالجة الصور الملتقطة لتبدو وكأنها لوحات مرسومة تعود لتلك الفترة الزمنية ومع أن عائلته فى البداية اعتبرته شخصا غريب الأطوار، الا أن نجاحه دفعهم فى النهاية لتغيير وجهة نظرهم بل وشجعتهم لمزيد من البحث عن أصول عائلتهم العريقة. ويوضح الفنان أن مشروعه فى البداية كان من منطلق أسباب شخصية بحته تمثلت فى الحنين الى الماضى، إلا أن ذلك لم يمنع من أنه يعرض انتاجه للبيع ويلقى قبولا كبيرا وسط هواة جمع الأعمال الفنية سواء فى بلده أو حول العالم.