تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء حول واردات وصادرات مصر عام 2016 والذي كشف عن أن مصر استوردت "أيس كريم وجيلى وسحلب وكريم شانتيه" ومثلجات أخرى بنحو 40 مليون و955 ألف جنية فى الفترة من يناير حتى أكتوبر 2016 . أصابنى التقرير بشىء من الذهول ومع ذلك استكملت القراءة لأكتشف ان أسم النبى حرسه " الجيلى " نستورده بقيمة 18 مليون و 151 ألف و 246 جنيه فقط اما بقى المحروس "الكريم شانتيه" ابو ( فانيليا و شيكولاته) جنان ، ويقل اللبن فيه عن 50 % نستورده ب 6 ملايين و879 ألف و128 جنيه والذى يزيد اللبن فيها عن 50 % نستورده بقيمة مليون و52 ألف جنيه تقريبا- على قده - ويزيد عليهم استيراد مثلجات أخرى صالحة للأكل تحتوى على كاكاو بقيمة 8 ملايين و 176 ألف و 611 جنيه علاوة على استيراد مثلجات "آيس كريم ، بوظة، وغيرها" تزيد نسبة اللبن بها عن 50% بقيمة مليونى و 626 ألف و 980 جنيه. والتى تحتوي على نسبة لبن اقل تستورد ب 4 ملايين و 52 ألف 464 جنيه ، مع "شوية " سحلب مكون من الأرز والسمسم والفانيليا ب183 ألف جنيه . ولم يهدأ لى بال حتى قمت بحسابها فوجدت ان استيراد ايس كريم ومثلجات اخرى ب40 مليون جنية ل حوالى 90 مليون مصرى يكون نصيب كل مواطن فى 10 شهور - مدة التقرير - يدوب "لحسة" ايس كريم وهذا باعتبار انه مستورد وان العلبة الصغيرة منه تصل ل 70 او 80 جنيه وان المحلى امامه لايتعدى ال10 جنيه مع ملاحظه انه كان حتى اخر اكتوبر 2016 اى قبل تعويم الجنية ورفع سعر الدولار فى 3 نوفمبر 2016 ! وشغل بالى قوى حسابها الان بعد رفع سعر الدولار فوجدت اننى لن استطيع ان احلم حتى ب "لحسة " ايس كريم ! ووجدت عقلى ينخز فى لسانى الذى لايزال يلعق على الفاضى لحسة الايس كريم فى الحلم وانا مستيقظة يقول لى فوقى انت عارفة تشترى ساندوتش فول وطعمية دا كيلو الفول ب 25 جنية !ما هذا الاستفزاز وهل يصح ذلك فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر والدعوات المستمرة بترشيد الانفاق على سلع اساسية وليست استفزازية مثل الايس كريم والجيلى ! ولان الشيىء بالشيىء يذكر خرج علينا نفس الجهاز فى يوليه الماضى بارقام صدمت المصريين ايضا عندما اعلن عن استيراد «سلع استفزازية» ب400 مليون و813 ألف دولار نالت فيها أجهزة "المحمول" نصيب الأسد في المستوردات بقيمة 220 مليون و153 ألف دولار " و لعب الأطفال ب 24 مليونً و712 ألف دولار و16 مليون دولار للبان والشيكولاتة و أكل قطط وكلاب بملايين تصل الى 52 مليون و435 ألف دولار ونصف الشعب يتناول هياكل الدجاج غير استيراد إكسسوارات الفتيات والفوانيس التى تصل الى 14 مليار دولار سنويا فى ظل ارتفاع معدل الفقر في مصر، والذي وصل إلى 27.8%، و الذي يكشف مدى العوار الاقتصادي الذي يعاني منه الشعب المصرى، ومع ذلك تستمر مصر في استيراد السلع المعروفة إعلاميًا ب«السلع الاستفزازية» على الرغم من المحاولات الكثيرة لمنعها، من خلال رفع الجمارك على بعضها بنسبة40%. ورغم تحذيرات الدراسة التى قدمها الجهاز نفسه وكشفت عن أن 92 % من الأسر المصرية معرضة لخطر الأمن الغذائي، بالرغم من امتلاكها بطاقات تموينية، وأن السلع التموينية لا تكفي، حيث أن زيت الطعام لا يكفي 80 % من احتياجات الأسرة. وأن أكثر من 50% من الأسر المصرية تتناول هياكل وأجنحة الدجاج، ورءوس الأسماك، وعظام الماشية أكثر من مرتين في الأسبوع، وأنه بسبب انعدام الغذاء السليم يعاني أكثر من خُمس الأسر المصرية من مرضين أحدهما مزمن والآخر غير مزمن ومقابل ذلك لاتسطيع الدولة توفير السلع الاساسية اليس الامر فى حاجة الى اتخاذ الدولة قرار حظر استيراد هذة المستفزات وإعادة النظر فى السياسة الضريبية مرة اخرى وعلينا بالانتاج بالانتاج بالانتاج فلن تقوم قيامة هذا الوطن ورفع اقتصاده الا اذا انتجنا احتياجتنا. لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;