قابلت صديقتي الحميمة عند عودتها للعمل بعد بضعة أيام أجازة قضتها خارج القاهرة ولمحت في وجهها إشراقة وتوهج غير معتادة علي رؤيتهما فيها.. فتسائلت ضاحكة "إيه الجديد " فأجابتني بكل حماس "أجوجا ".. جحظت عيناي وعلامات التعجب تعلو وجهى ..شاردة بخيالي ماذا تعني كلمة " أجوجا " !! لجأت إلي باحثي المفضل "جوجل" الذي شرح لي أن "أجوجا " agoge كلمة يونانية قديمة تعني التأهيل البدني وهو عبارة عن أسلوب عنيف للتربية والتدريب يُطبق على جميع المواطنين الذكور في إسبرطة فيما عدا الابن البكر في الأسر الحاكمة وكان يتضمن تعلم التسلل خفية وتنمية روح الولاء للجماعة والتدريب العسكري مثل تحمل الألم والصيد والرقص والغناء والإعداد والتواصل الاجتماعي . ثم أردت معرفة ماعلاقة أجوجا بصديقتي .. وكانت القصة أنها شاركت في معسكر تدريبي لمدة ثلاث أيام مع مجموعة من الشباب والشابات يعملون في مجال الإستثمار في منتج محدد في مكان بعيد عن حدود القاهرة وكان أغرب ما طلب من كل مشارك إحضار بيضة غير مطهوة يقوم المشارك بحملها طوال وقت المعسكر منذ الاستيقاظ وحتي الخلود للنوم وخلال اليوم يتم تدريبهم بمساعدة المتخصصين في مجال التنمية البشرية علي الثقة بالنفس وكيفية مواجهة العقبات وعدم الخوف من أي شئ مهما كان .. بالاضافة إلي تبني حلم محدد يتمثل في البيضة التي تبقي مصاحبة لكل منهم حتي صباح أخر يوم ليتحدث المشارك عن حلمه أمام الآخرين ويضعوا البيض كله في إناء كبير به ماء ساخن !! وتوقفت مرة أخري عند ذكر البيضة وإستعنت ب "جوجل " أيضا لأجد أنه في الأساطير القديمة كانوا يرون أن البيضة تحمل روحاً بداخلها وهذه الروح لا تستطيع الأتصال بالعالم الخارجي مهما كان نوعه بسبب القشرة الخارجية لها ..و كانوا يقومون بشحن تلك الروح عن طريق كتابة بعض الطلاسم أو الآيات عليها وبالتالي عندما تدور وتلف وتتحرك في إطار قشرتها فإنها تمتص ما كتب عليها وتصبح مشحونة به وبذلك يصبح دور البيضة ليس البقاء لتفقس دجاجة بل أصبحت مكلفة بمهمة تقوم بتنفيذها مع أول تشقق لها ولكي يحدث ذلك بسرعة يتم تقريبها من حرارة النار لتحاول الروح التخلص من سجنها والخروج سريعاً حتي لا تموت وهنا يتحقق المراد !! ومن هنا أعتقد أن أناس كثيرون يخافون أن يطرقوا أبواباً جديدة للعمل ويعتبرون ذلك مغامرة وربما مخاطرة أيضاً .. وعادة الرجال هم من يطلبون التجديد ويبحثون عن المغامرة ولكن الجديد أن تستهوي النساء أيضاً حياة المغامرات في شكل أعمالاً جديدة لا تعرفها مجتمعاتنا العربية بل وتستثمر أموالها فيها لتتعلم الاعتماد علي ذاتها وتغيير إسلوب تفكيرها ليصبح عملياً. [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى;