ستظل حالة الاحزاب فى مصر كالبطة العرجاء ، لا يرجى لها شفاء ، ما قبل 25يناير كان هناك حزب أغلبية، واسع العضوية يسيطر على المواقع الحيوية فى الحكومة والبرلمان، يقوده رئيس الجمهورية، مكتبه السياسى يتشكل من رؤساء البرلمان والحكومة والقادة البارزين سياسيا، إلى جانب حزب الأغلبية عدد من أحزاب المعارضة، تعيش على الهامش لا تشغل من مواقع البرلمان إلا القليل، وعدد محدود فى المحليات، ما بعد يناير حدثت أكبر عملية إسهال حزبى فى تاريخ الحياة السياسية المصرية ، الاحزاب الجديدة تربو على المائة لا تتذكر منهم إلا خمسة، والباقى لا تلمس له نشاطا ولا تجد له مقرا ولا صوتا، الغريب والعجيب فى أحزاب ما بعد يناير أنها رغم مساحة وحرية الحركة ، وخلو الساحة من حزب أغلبية، فإن آفة الانشقاقات والخلافات وحب الذات وفرض السيطرة، والانفراد بالقرار سيطرت على أحزاب كان عليها الأمل فى ملء الفراغ السياسي، وأن تشكل قاعدة صلبة فى مواجهة تيارات سياسية دينية، ثار عليها المصريون وألقوا بها فى المكان الصحيح، وأبعدوها بإرادتهم عن المشهد السياسي، لكن هذه الأحزاب على كثرتها تناست هذه المهمة الوطنية التاريخية، واسغرقها صراع الكراسى لتؤكد أن الحزبية الأصيلة بقواعدها المتعارف عليها، مسألة صعبة إن لم تكن مستحيلة فى مصر، لطغيان اعتبارات أخرى كثيرة كالعصبية والانتهازية والشللية، وكلها آفات مدمرة للعمل الحزبي، انظر لما يحدث فى المصريين الأحرار ومن قبله مستقبل وطن والدستور، وسبقهم فى ذلك أقدم الاحزاب «الوفد» والجميع على ذات الطريق. لمزيد من مقالات أحمد عبد الحكم;