منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تدفع مصر ثمنا باهظا جراء تحالف الرأسمالية الطفيلية والأصولية الدينية. هذا التحالف المشبوه أسفر عن تشوهات شاملة، تحتاج مصر إلى معجزة للخلاص منها. كان من أخطر نتائجه تفكيك الطبقة الوسطي، تلك العملية التى أخذت فى التصاعد حتى وصلت إلى ذروتها فى اللحظة الراهنة، بما تفرضه من مأزق صعب وحصار لا مثيل لهما، يخنقان هذه الطبقة تماما. أن تدهور مستوى أخلاقنا، وسيطرة روح البلطجة والعنف على سلوكنا، وازدهار الموت الرخيص والمجانى فى حياتنا، ما هى إلا تجليات مؤلمة وظلال داكنة، لعملية تفكيك منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية، وهى المنظومة التى كانت تحمى وتصون المجتمع، وتدعم روح التسامح بين أفراده. نصوص القانون وحدها وعقوباته، لا تكفى لعودة الأخلاق وروح التسامح، وإنما تحتاج المجتمعات فى مثل هذه الأوقات «السائلة» إلى هندسة اجتماعية من نوع خاص تعيد ترتيب الأوضاع التى قلبت رأسا على عقب، وتعيد إلى الطبقة الوسطى مكانتها وقدراتها، حتى تقوم بوظائفها التى لا غنى عنها، وهى حماية المجتمع، وضمان أمنه واستقراره، بإبداع منظومة قيم ايجابية جديدة، يستطيع المصريون بناء مستقبلهم عليها، وإلا فانتظروا مزيدا من التدهور والبلطجة والقتل الرخيص!. فى الختام.. تقول مبادئ علم الاجتماع: «إن الأخلاق ما هى إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية». لمزيد من مقالات محمد حسين;