كان فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر والصوفى الجليل يتحدث معاتبا لما وصلت إليه لغة الإعلام المصرى ضد الأزهر الشريف..إنه يتساءل لماذا هذا الهجوم الضارى على هذه المؤسسة العريقة التى تعتبر من أهم وأقدم مؤسسات الدولة المصرية ولها ما لها من سمعة دولية؟!..لقد وصل الهجوم إلى الإمام نفسه بصورة لا تليق في مانشتات الصحف وبرامج التوك شو وهذا الصخب المجنون في البذاءات والشتائم..والحقيقة ان هذه قضية ينبغى ان نتوقف عندها..انه من حيث المبدأ لا ينبغى ان يهبط مستوى النقد أو الحوار إلى هذه الدرجة من الإسفاف والترخص والنماذج كثيرة وواضحة لمن أراد ان يعرف الحقيقة..وإذا كان هناك خلاف بين بعض مثقفينا والأزهر الشريف فإن للحوار طريق واحد هو الترفع والمصداقية..لقد وصلت هذه الخلافات إلى اتهامات بين مشايخنا الأفاضل على شاشات التليفزيون وإذا كانت هناك وجهات نظر تتعارض فإن مكانها أروقة الأزهر الشريف وليس شاشات البذاءات على الفضائيات المصرية وإذا كان هناك من يدعى العلم فإن هناك في الأزهر الشريف من هو اعلم منه..ولا أدرى ما هو السبب في إننا كل يوم نفجر قضية دينية تملأ الشاشات والصحف, هل الهدف إلهاء الناس بهذه المهاترات أم تشويه صورة مؤسسة عريقة هى من أقدم قلاع العلم في بلادنا..إذا كانت هناك نماذج متشددة في الأزهر الشريف فهذا لا ينبغى أن يسرى ظلما على مئات الرموز التى عملت أو تخرجت من هذه القلعة الحصينة..أما ما يتعلق بالإمام الأكبر فنحن نعرف تاريخ الرجل, والمثقفون المصريون يدركون سماحته وبصيرته وحسن خلقه وهو رجل ترفع عن أشياء كثيرة طوال تاريخه وتحكمه ثوابت وأصول وليس من حق أحد أن يتهكم عليه أو يجرحه فليس هذا من الدين في شىء وهذا أيضا يتعارض مع أبسط قواعد الحوار في الإقناع والترفع..اعرف فضيلة الإمام من سنوات بعيدة واشهد أن الرجل كان دائما من عباد الله المخلصين..الحوار لا يعنى التجاوز والاختلاف لا يعنى التطاول ويجب ان نحفظ لكل إنسان قدره وويل لأمة لم توقر كبيرها ولم ترحم صغيرها..أما الأزهر الشريف فله رب يحميه. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;