بينما كان رجل يتجوّل فى حديقة بيته، شاهَدَ بين ظِلال الأشجار نبتة فائقة الجمال لم ير مثلها فى حياته، فقرر أن يسقيها ويعتنى بها أفضل عناية، وبعد مرور عدة أيام فحص الرجل النبتة التى ظهرت عليها براعم جميلة، وشارفت الأزهار على التفتح، ولكنه لاحظ وجود أشواك كثيرة خشنة على ساق النبتة، فقال فى نفسه: كيف يمكن لزهرة فائقة الجمال أن تمتلك مثل هذه الأشواك القبيحة على ساقها؟، وظهرت علامات الإحباط على وجهه فأهمل سقاية الأزهار عدة أيام، وفى اليوم الذى كانت تستعد فيه الزهرة للتفتح جفت براعمها وماتت. ففى داخل كل منّا زهور فائقة الجمال، وهناك صفات جميلة زرعها الله تعالى فينا منذ ولادتنا، ولكن للأسف هذه الصفات تنمو بين أشواك وأخطاء، وبيننا من ينظر إلى نفسه، فلا يرى فيها سوى الأشواك، فيصيبنا الإحباط والألم، وننسى أن نسقى الزهرة الجميلة الكامنة فى أعماق أنفسنا فتجف وتموت تلك الزهرة قبل أن تتفتح وتعرف معنى جمالها، فلنسق الأزهار التى فى حقول قلوبنا حتى تنمو وتتفتح إلى أن تخفى ما بها من اشواك بجمالها. محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم