حدثان رياضيان لم يفصل بينهما سوى أيام معدودة، الأول هو تصدر منتخبنا الوطني لكرة القدم للمركز الثاني في البطولة الإفريقية بالجابون، والثاني هو مباراة السوبر المصري التي فاز بها فريق الزمالك واحتضنتها دولة الإمارات الشقيقة، والشيء المشرف والمبهج في الحدثين هو تلك الفرحة التي ارتسمت على وجوه الجماهير، فضلاً عن الأخلاق الرياضية التي تحلى بها عشاق الفريقين ولاعبيهم. أما منتخبا الوطني فقد نال احترام وتقدير كل المتابعين من ملايين المصريين والعرب وجميع المحللين الرياضيين، بأدائه البطولي الذي ظهر به اللاعبين، وهو ما ظهر جليا في تصنيف الفيفا الجديد، حيث حصل منتخبنا على المركز الثالث والعشرين عالميا والأول عربيا وإفريقيا. وليس بالإمكان أفضل مما كان، فأكثر المتفائلين لم يستطع أن يحلم بتخطي المنتخب الوطني المصري دور الثمانية، في ظل وجود فرق قوية ضمن منافسات البطولة الإفريقية، ولا شك أن وصول المنتخب للدور النهائي انجاز بكل المقاييس بعد غياب ثلاث بطولات متتالية، إضافة إلى لاعبين لم يشاركوا في بطولة الأمم الإفريقية باستثناء الحضري وأحمد فتحي، وآخرين لم ينجو من الإصابة. الكل كان يمن النفس بتحقيق لقب جديد يضاف إلى سجل بطولات المنتخب الوطني، المصريين ملأوا الشوارع والميادين التي تحولت إلى ساحات شعبية لمتابعة مبارايات المنتخب ويظهروا مدى الانتماء والقوة عند التحدي التي يتمتع بها المصريين في اللحظات الصعبة، وكذلك الأشقاء العرب في مختلف المدن والعواصم العربية الذين أظهروا دعمهم لمنتخب مصر. لكن ثمة مكاسب عديدة حققها المنتخب الوطني في هذه البطولة، منها استعادة مكانته الإفريقية بعد غياب ثلاث بطولات متتالية، وكسر عقدة الفوز على المغرب التي استمرت لمدة 31 عامًا، وإعادة الابتسامة إلى قلوب ووجوه المصريين في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن. وللأسف، بعض المواطنين تمنوا خروج مصر من كأس الأمم الإفريقية، وهو ما رأيته وسمعته من بعض الأشخاص المعارضين لسياسات الحكومة حتى لا يتحول إمكانية فوز المنتخب بكأس الأمم الإفريقية إلى مكسب سياسي للسلطة، علمًا بأن المنتخب الوطني يمثل جميع المصريين بكافة طوائفهم واختلافاتهم. وما بين فرحة المصريين في مختلف دول العالم التي تؤكد مدى ارتباطهم بالوطن الغالي، وفرحة مواطني الدول العربية المختلفة بصعود منتخب مصر لنهائي كأس أمم إفريقيا، ظهرت وطنية المصريين وحبهم لبلدهم، كما ظهر معدن العرب النفيس تجاه شقيقتهم مصر. وفي ظل ما طرأ على الجمهور في الحدثين الرياضيين، لابد من التفكير الجدي في عودة الجماهير للملاعب مرة أخرى لمتابعة ومؤازرة وتشجيع فرقهم مع مراعاة الالتزام بقواعد الأمن، وعلى اللاعبين دور كبير بعدم اثارة الجمهور وتقبل الهزيمة والتحلي بالروح الرياضية. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر;