..ونحن نبدأ عصر جديد بقيادة أول حاكم مصري مدني من جماعة الإخوان المسلمين التي ظلت محظورة إلي أن جاءت ثورة25 يناير2011, نقول إن عصرا جديدا قد بدأ. واقول لشعب مصر العظيم مبروك اختيار الأغلبية للدكتور محمد مرسي كأول رئيس مدني من جماعة الإخوان جاء بانتخابات حرة ونزيهة وبإشراف قضائي كامل. وأعربت النتيجة عن إرادة شعب مصر وتعد انتصارا لدم شهداء الثورة, وأثبتت النتيجة أن القوات المسلحة كانت بالفعل تقف علي مسافة واحدة من الطرفين وأن الكلمة العليا كانت للشعب عبر صناديق الاقتراع. وأقول إن اللحظة التاريخية التي نعيشها تستدعي مصالحة وطنية كبري تنهض بمصرنا العزيزة, وأن تغلب المصلحة العليا للوطن علي أي مصالح شخصية وأن تسود روح الود والتسامح, فقد انتهي وقت الخلاف وحان وقت التوحد بعد أن أثبتت النتائج نزاهة القضاء وحيدة المجلس العسكري, وعلينا جميعا أن نقف مع الرئيس المنتخب, فليس بين المصريين الشرفاء فائز ومهزوم, وعلي المصريين جميعا أن يعملوا لبناء مصر لأن أي محاولة للفرقة تعتبر جريمة في حقنا, فالفائز الأول في معركة الانتخابات الرئاسية هو مصر بكل قواها السياسية والوطنية, ونهنئ الدكتور محمد مرسي بفوزه وأيضا نهنئ الفريق أحمد شفيق, فكلاهما قاد المعركة الانتخابية باقتدار, والفارق بينهما بسيط, ولقد بادر الفريق شفيق بتهنئة الدكتور محمد مرسي وأعلن أنه راض عن نتيجة الانتخابات ودعا بالتوفيق وأظهر بذلك وجه مصر الحضاري. وقد حان الوقت لنعمل جميعا كمصريين في إطار توافق وطني لبناء مصر الجديدة بعد أن أعلن انتخاب الدكتور مرسي نجاح ثورة25 يناير في اسقاط نظام مبارك إلي الأبد, وعلي الشرفاء والمخلصين أن يلتفوا حول الإرادة الشعبية من أجل الانجاز وتحقيق الاستقرار, فمصر الآن في حاجة إلي توحيد الصفوف ولم الشمل والوحدة الوطنية ولا مجال للتخوين والصدام لننطلق إلي نهضة حقيقية, ومصر لكل المصريين مسلمين ومسيحيين والكل متساو في الحقوق والواجبات, والثورة مستمرة حتي تتحقق جميع أهدافها, في العيش الكريم والعدالة والحرية والكرامة الانسانية. وأقول للدكتور محمد مرسي رئيس كل المصريين مرحبا بك ونأمل أن تشهد مصر بك ومعك أياما كلها عدالة وديمقراطية ومساواة وتسامح ومصالحة وطنية وعمل وإنتاج وإعلاء لحكم القانون, والحرص علي مصالح الشعب وحماية الأمن القومي وإعادة الاستقرار ووضع حد لمشكلات المرور والقمامة وتوفير رغيف الخبز والرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية والاسكانية. ولاشك أن المسئولية جسيمة والعبء كبير وفقك الله في كل خطوة من خطواتك بالتفاف الشعب حولك ومساندته لك, لإقامة دولة المواطنة والحفاظ علي هوية الدولة المدنية والعمل علي تحقيق المصالحة الوطنية والنهضة بالبلاد وجمع شمل الأمة وتوحيد صفوفها والحفاظ علي وحدة النسيج الوطني في إطار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة, دولة أساسها المواطنة وسيادة القانون, تجرم التمييز بين المواطنين, دولة دينها الرسمي الإسلام ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع, دولة تؤمن بحرية الفكر والعقيدة وحرية العبادة, دولة تؤمن بالقيم الروحية والأخلاقية التي أرستها الديانات السماوية والتطلع لمستقبل أفضل. ونقول أمام الرئيس مسئوليات ضخمة, واقتصاد مرتبك وميزانية تعاني خللا وعجزا, أمام ميراث ثقيل من الأزمات والمشكلات التي خلقها النظام السابق الفاسد في كل مناحي الحياة, أمامه تحقيق الأمن في مجتمع يعاني من الانفلات والفوضي, أمامه شباب عاطل يبحث عن عمل, وأطفال متشردون في الشوارع, وملايين يسكنون العشوائيات والقبور, أمامه تعليم يحتاج إلي ثورة, وأوضاع صحية تحتاج إلي ثورة أخري, ولابد أن تتحد الإرادات ويتكاتف المجتمع كله لإنقاذ الوطن, فالرئيس لا يعمل وحده, ولكن بمساندة الشعب كله وتأييده. والله الموفق.