"مش هسمحلك تخليني استنى في مكان علشان فلوس.. خد فلوسك وخليني أمشى.. ملكش حق تقعدني على مزاجك.. أنا مش من هنا ولازم أمشى علشان اتأخرت".. هذه كانت آخر عبارة نطقها "محمود بيومى" ضحية كافيه مصر الجديدة. محمود بيومي، شاب في العقد الثالث من عمره، خرج مثل كل المصريين، ليشاهد مباراة مصر والكاميرون في نهائي كأس الأمم الأفريقية الأحد الماضي، لكنه لم يكن يعلم هو وأهله أنه الخروج الأخير، حيث فارق الحياة بلا رجعة!!! وكشف "كريم سمير البرنس" صديق المجني عليه، وزميله بالجامعة البريطانية، اللحظات الأخيرة في حياة محمود بيومي قائلا: "إن الواقعة بدأت بعد أن طلب مدير كافيه بمنطقة النزهة بغلق أبوابه لجمع حساب الطلبات و"المينيمام تشارج" من الزبائن خوفاً من خروج أحدهم دون دفع الحساب، ولا يعلم أن منهم من لا يستطيع الانتظار لأنه من محافظة أخرى، فطلب المجني عليه "محمود بيومى" من إدارة الكافيه بالسماح له بالذهاب ودفع المبلغ المطلوب منه ليتحرك، إلا أن المدير طلب منه الجلوس قائلا له: "اتفضل اقعد يا بيه.. مش هتتحرك غير لما ييجى الدور عليك هتمشى"، إلا أن الشاب رفض هذه المعاملة، وشعر وكأنه مجبر على الجلوس، فأخرج نقوده وتركها أمامه واصطحب خطيبته التي كانت ترافقه ليخرج من المكان، إلا أن مدير المحل رفض أسلوب الشاب، ودفعه ودفع خطيبته للجلوس مرة أخرى، فحدثت مشادة بينهما، ليخرج المدافع عن المدير، وهو عامل شعر بأنه سيكون بطلاً في وجه مديره حين أخرج "مطواة" صغيرة الحجم من جيبه، ليقتل بها الشاب ويفر هارباً خارج المحل. ونفى صديق الضحية تصريحات محامى صاحب المقهى بأن الجريمة وقعت خارج الكافيه، مشيرا إلى أن العاملين بالمكان أجبروا "محمود" على النزول من سلم جانبي حتى لا يشاهده أصدقاؤه، واعتدوا عليه بالضرب بالأحزمة "وماشة الشيشة" حتى وصل إلى خارج المكان، وسقط غارقا في دمائه نتيجة طعنه في بطنه ورقبته. وأضاف شهود العيان أمام النيابة أن المجني عليه كان برفقة 12 من أصدقائه، الذين حضروا لمشاهدة المباراة وعقب انتهاء المباراة أغلق المقهى، وعندما طلب المجني عليه مغادرة المكان رد عليه عامل "محدش هيمشى يابهوات إلا لما نجمع كل حساب المشروبات " فرد عليه المجني عليه "دي بلطجة" وقال له المتهم "هتشوف البلطجة بجد". محمود كان سيتزوج في الصيف المقبل بعد خطوبة استمرت سنوات، ووالده طبيب في جامعة المنصورة، وكان محبوباً من أصدقائه الذين أصيبوا بانهيار في الجنازة. شهود العيان أجمعوا على أن صاحب الكافيه أسامة النجار، كان موجوداً بالكافيه وقت وقوع الحادث، وأن العامل المتهم "عمرو مصطفى" طعن محمود بيومي بآلة حادة، بينما تعدى عليه باقي العمال بالضرب بالكراسي والأحزمة وماشة الشيشة.. وقد أمر المستشار عبد الرحمن أمين، مدير نيابة مصر الجديدة بحبس صاحب كافيه "كيف" 4 أيام على ذمة التحقيق، على خلفية جريمة قتل محمود بيومي، كما أمرت النيابة بإرسال المطواة و"فتاحة" وقميص المجني عليه للطب الشرعي لبيان تطابق الدماء مع الأدوات التي استخدمها المتهمين في طعن المجني عليه. لم أصدق أن هذه الجريمة تحدث في مصر الجديدة، أحد الأحياء الراقية المتحضرة، فما بالك بالعشوائيات.. فماذا تركوا لهم؟ مثل هذه الأماكن من المطاعم والكافيهات، التي من المفترض أنها تقع في الأحياء الراقية، يتعين عليها الاختيار بدقة للعاملين بها، وإلا سادت الفوضى والبلطجة! من قلبي: هذا الحادث زادنا ألماً وحزناً نحن المصريون، لكننا لابد وأن نعترف بأننا عشوائيون وفوضويون، وينقصنا الكثير لتطبيق القوانين بكل حزم وحسم. من كل قلبي: أطالب بإيقاع عقوبة الإعدام على القاتل، لأنه قتل عمداً، وليس خطأ، والمؤبد لمدير الكافيه، الذي صنع من نفسه مدير أمن، ليأمر العامل بالتعامل مع الزبون بعد رفضه الانتظار.. ليكونا عبرا لأي شخص تسوّل له نفسه ارتكاب أعمال بلطجة وخروج على القانون، وإلا فلا أمن ولا أمان.. وتكون العقوبة شافية لغليلي وغليل جموع المصريين ولأهله قبل الجميع.. وحسبنا الله ونعم الوكيل! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;