أكد الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، أن التجديد فى الخطاب الدينى ليس المقصود به التجديد فى القرآن والسنة النبوية، ولكن التجديد فى التفكير وتنشيطه وكيفية التواصل مع الجمهور, وأن المشكلة ليست فى الخطاب بل المشكلة فى الفكر وطريقة التفكير. وأضاف - فى ندوة تجديد التفكير الدينى وأثره فى تفتيت الفكر المتطرف أمس الأول بقاعة سلامة موسى - أن البعض يرى أن الدين الإسلامى يدعو للشهادة فى سبيل الله، ويتناسى عن قصد أو دون قصد أن الدين الإسلامى يدعو إلى صناعة الحياة، ويعلمنا كيف نحيا فى سبيل الله وليس مجرد الموت فى سبيله، انظر إلى الحديث النبوى «إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، ذلك لأننا صناع حياة ولسنا صناع موت والمشكلة ليست فى الشريعة ولكن فى من يسيئون إليها. وأوضح عاشور- فى الندوة التى قدمها حسن الشاذلى - أن التجديد هو الاجتهاد، وهذا ليس المقصود به التفريط فى ثوابت الدين، وهى أصول الاعتقاد، ولكن الاجتهاد يكون فى المتغيرات، وهى فروع الاعتقاد، وأن المعاملات لا تكون إلا بتصحيح منظومة الأخلاق، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وديننا يأمرنا بإتقان العمل ويدعو لتهذيب النفس وتزكيتها والاهتمام بالجوهر لا بالشكل فقط، مؤكدا أنه حتى سبعينيات القرن العشرين كان العامة يفهمون صحيح الدين، ولم يكن هناك تكفير، داعيا العلماء إلى العمل على تصحيح ثوابت التفكير لمن يطعن فى الدين.