اشتد الصراع علي الاليزيه قبل 70 يوما تقريبا علي الانتخابات الرئاسية المقرر لجولتها الاولي فى أبريل والثانية مايو المقبلين. ويتوقع الكثيرون أن تكون الإنتخابات الفرنسية حافلة بالمفاجآت حالها حال الانتخابات الرئاسية الامريكية وغيرها حول العالم وهو مايزيد التأكيد علي تغير أهواء الناخبين وجموحهم الحاد رغبة في التجديد والخروج عن السياسات المألوفة التي سئموها والتي لم توفر لهم سوي المزيد من المعاناة سواء بتفاقم معدلات البطالة او بتدني مستوي المعيشة فضلا عن تزايد مخاطر الارهاب. ففي مفاجأة توقعناها مسبقا منذ اعلان نتيجة الجولة الأولي من الانتخابات التمهيدية لليسار التي أختتمت جولتها الثانية الأحد29 يناير، فاز المرشح الاشتراكي-ووزير التعليم السابق-بنوه آمون علي منافسه مانويل فالس-رئيس الوزراء السابق ليمثل الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية في ابريل 2017. وهي النتيجة التى قد تشير إلى تزايد إحتمالات خروج الاشتراكيين من السباق حسب توقعات المراقبين، ذلك لعدم قدرة آمون البالغ من العمر 49 عاما علي لم شمل اليسار المشتت فضلا عن امكانياته السياسية المتواضعة التي لا تسمح له بمناطحة المرشحين المتبقين لخوض السباق إلى الاليزيه. وفي هذا الشأن جاءت اخر الاستطلاعات لتشير إلي توقع تفوق مرشحة اليمين المتشدد ماري لوبان علي المرشحين المتبقين بحصولها علي 25%, يليها مرشح الجمهوريين فرانسوا فيون ب 21%, وبعدهما اليساري وصاحب «حركة الي الامام» ايمانويل ماكرون 20%, ثم بنوه آمون ب 13%, ويليه جان لوك ميلنشون عن اليسار الراديكالي ب10%. وبالنظر للهزيمة التي مُني بها رئيس وزراء الاشتراكيين مانويل فالس يري المراقبون أنها تعد دليلا على رفض الناخب للرئيس الراهن فرانسوا أولاند وسياساته الفاشلة. ولم يعلن الرئيس فرانسوا أولاند حتي الآن عن تأييده، من عدمه، لمرشح الاشتراكيين بنوه آمون ولا ايمانويل ماكرون. وعلي خلفية نتيجة الانتخابات النهائية للاشتراكيين عكف الخبراء علي تحليل الوضع للخروج برؤية تطرح توقعات مسار الانتخابات في الفترة المقبلة. ويتوقع «اكزفيه شينوه» المتخصص في شئون الانتخابات أن شهر فبراير سيكون شهر التصفيات والمفاجآت في وقت واحد..بحيث سيشهد الأسبوع الأول منه عملية تنافس حادة بين المرشحين المحتمل لهم خوض سباق الجولة الرئاسية الأولى في ابريل المقبل. فهو يري ان وزير المالية السابق إيمانويل ماكرون سيضرب بشدة علي من تعتبره الساحة المنافس الأقوي له وهو المرشح اليميني للجمهوريين فرانسوا فيون ليزيحه من طريقه إلا أن إزاحته تتوقف علي تبرئة فرانسوا فيون من قضية تضارب المصالح الملصقة به. ويؤكد اكزفيه شينوه أن فرصة وصول ايمانويل ماكرون إلي الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية تتوقف علي إزاحة فيون من طريقه كونه الأوفر حظا علي الأقل حتي الآن لاستكمال السباق امام مرشحة الجبهة اليمينية المتشددة مارين لوبان. وفي محاولة منه لإقناع الناخب بأن سياسته ستكون عهدا جديدا أفصح آمون عن رغبته فى منح مزيد من الديمقراطية والحرية للفرنسيين في اختيار مرشحيهم ومؤسساتهم، بالإضافة الي فرض راتب عام أدنى لجميع الفرنسيين والقيام بثورة بيئية واسعة النطاق قادرة على النهوض بالاقتصاد. وللحيلولة دون تشتت معسكر اليسار.. تعهد مرشح الاشتراكيين بنوه آمون ببذل الجهود اللازمة لتوحيد صفوف البيت الاشتراكي الذي يعيش فيه منذ 30 سنة حسب تعبيره معلنا عن مبادرته لرأب صدع اليسار من خلال مفاوضات مع كل من جان لوك ميلنشون زعيم حركة «فرنسا في حركية» ويانيك جادو مرشح الخضر «لبناء قوة يسارية متينة قادرة على الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة».وان كنّا لا نشعر بأن اليسار قد يستمر في الإليزيه لحقبة ثانية علي كل الأحوال...ذلك بالرغم من محاولات آمون الذي زاد تأكيد أنه سيبقى دائما رجلا يساريا صاحب عقائد ومواقف يسارية راسخة دون ان يغفل التذكير بانه خدم الفرنسيين بحب وشرف وقام بإصلاحات عادلة وضرورية من أجل تحسين وضعهم الاجتماعي وقدرتهم الشرائية. ويشار الي ان بنوه امون هو الرجل الذي اعترض علي سياسة اولاند وحكومته حينما رفض التصديق علي خطة الحكومة فيما يخص قانون العمل واتخذ جنبا آنذاك وفضل الخروج من وزارة جان مارك ايروه مع بداية حقبة اولاند الرئاسية. وعلي صعيد الاتهامات الموجهة لفرانسوا فيون جاءت اخر تصريحاته للفرنسيين ليؤكد فيها بإنه ليس لديه شىء يخفيه علي الفرنسيين. وحول ما روج عن تنازل فيون عن الاستمرار في الانتخابات علي خلفية الفضيحة أكد المرشح للرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون أنه متمسك بترشحه، رافضا مزاعم تقارير صحفية تفيد بأن زوجته تقاضت أجرا عن وظيفة وهمية لبضع سنوات. وقالت صحيفة لوكانار أنشينييه الفرنسية الساخرة إن بينيلوب فيون حصلت على نحو 600 ألف يورو (645 ألف دولار) خلال سنوات طويلة عن وظيفة مساعدة برلمانية لفيون وبعد ذلك لمن حل محله كنائب بالجمعية الوطنية ومقابل العمل في صحيفة ثقافية..وذكرت الصحيفة أن تحقيقا أجرته أوضح أنه لا يوجد دليل على أنها قامت بأي من تلك الأعمال فعليا. وقال فيون إن زوجته قامت بأعمال منها مراجعة خطبه.