من طيات الألم يولد الأمل، فالنهار لا يأتي إلا من جنح الليل، والأوجاع سلاح ذو حدين، أما سبب لتبرير الفشل أو سبيل للنجاح، لكن فريق الفيلم السوري «أخر الرجال في حلب» قرروا بناء المستقبل علي أنقاض الماضي وتغلبوا علي آلامهم وجسدوا مأساتهم في فيلم يتحدث عنه العالم. ونجح الفيلم في انتزاع جائزة مهرجان «سانداس» الأمريكي للأفلام الوثائقية الأجنبية في دورته ال 33. ويتناول الفيلم قصة ثلاثة رجال من متطوعي الدفاع المدني السوري انضموا لمجموعة «الخوذ البيضاء»، وهي مجموعة شكلها المدنيون لإنقاذ ضحايا الأنقاض، فوجدوا الظروف المحيطة بهم تحولهم من مجرد مدنيين عاديين إلي أبطال يتحدون الواقع المأساوي ويسعون لإنقاذ كل ما تبقي بكل ما أوتوا من قوة. ويعد الفيلم ثمرة تعاون بين المخرج السوري فراس فياض ونظيره الدنماركي ستين يوهانسن ومركز حلب الإعلامي. ولم يكن «آخر الرجال في حلب» الفيلم السوري الوحيد بالمهرجان، بل شارك أيضا فيلما، «صرخات إستغاثة من سوريا» و «الرقة تذبح في صمت»، الذى يتناول قصة نشطاء يتعرضون لمخاطر أثناء محاولاتهم لتوثيق جرائم «تنظيم داعش».