ما الضرورة لإعادة صالون الأهرام الثقافي؟. وهل سيكون قادرا علي مواكبة التغيرات الطارئة علي المجتمع بجميع مجالاته وأطيافه؟. وهل سيستطيع الاقتراب من الشارع المصري أم سيكون منفصلا، ويناقش قضايا نظرية لا علاقة لها بمشاكل المواطن العادي؟، وهل ستكون ندواته ثقافية خالصة، أم سيتطرق إلي جميع القضايا؟. بهذه التساؤلات بدأ الدكتور «هيثم الحاج علي» رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة صالون الأهرام الثقافي، التي عقدت أمس وحضرها الكاتب «محمد سلماوي» مدير الصالون والشاعر «بهاء جاهين» رئيس هيئته التنفيذية، وأشار «الحاج علي» إلي ضرورة تفعيل دور الشباب في الصالون ودراسة أفكارهم المطروحة، وإن شابها بعض الجموح أحياناً. وأوضح الكاتب «محمد سلماوي» في بداية إجاباته علي التساؤلات المطروحة بأن فكرة الصالون كانت لرئيس تحرير جريدة الأهرام الأستاذ «محمد عبد الهادي علام»، وأن الثقافة كانت دائماً جزءا لا يتجزأ من الأهرام، فقصائد أمير الشعراء أحمد شوقي كانت تُنشر في الصفحة الأولي من الجريدة، وامتد هذا الاهتمام بالثقافة إلي العصور الحديثة خاصة في فترة الستينيات التي ظهرت فيها أكبر الأسماء الأدبية في مصر والوطن العربي، ابتداء من «توفيق الحكيم»، مروراً ب «نجيب محفوظ»، و«يوسف إدريس»، و«محمود درويش» وغيرهم، كما كان للأهرام الفضل في اكتشاف بعض الشعراء الشباب الذين أصبحوا فيما بعد من أعظم الشعراء مثل الشاعر الكبير «أمل دنقل»، بفضل مقالات الدكتور «لويس عوض» عنه في جريدة الأهرام. وذكر «سلماوي» أن أهمية صالون الأهرام الثقافي تأتى من ظهوره في وقت ينحسر فيه الاهتمام الرسمي بالثقافة ودورها، ليؤكد للجميع أن الأهرام لايزال هو الراعي للثقافة، ولكن في ثوب جديد فلم يعد قاصراً علي الأدباء والكُتاب فقط، ولكنه سيمتد إلي الجمهور بجميع فئاته للتواصل والتحاور مع كبار الأدباء والمفكرين والسياسيين والفنانين. وفي بداية كلمته وجه الشاعر «بهاء جاهين» دعوة عامة لجمهور الندوة لحضور صالون الأهرام الثقافي يوم غد الثلاثاء 31 يناير في جريدة الأهرام، بقاعة «محمد حسنين هيكل» في الخامسة مساء، وستكون بعنوان «المواطنة والهوية»، وأوضح أن الصالون عام لمناقشة جميع الأفكار والمشكلات في جميع المجالات سواء كانت أدبية أو سياسية أو اقتصادية أو فنية، وفي بدايته سيكون عبارة عن ندوات نظرية لمناقشة القضايا الكبري، وفي المراحل المقبلة ستكون هناك ورش عمل، وموائد مستديرة، وتوجيه دعوات لأدباء وفنانين وسياسين عرب وأجانب.