«تناغم» هو عنوان معرض الفنان التشكيلى المعاصر أيمن طاهر نجل الرائد التنويرى صلاح طاهر الذى افتتحه د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، الذى يضم 40 لوحة فريدة فى نوعها تعكس وتتواصل مع مدرسة صلاح طاهر الأب، وإنما تكشف عن عصرية الابن الذى تحرر من البعد الكلاسيكى ليغوص فى البحث عن ذاتيته المتفردة ويؤكد أنه تعلم الكثير والكثير من التقنيات الرفيعة، وإنما خرج من جلباب أبيه من خلال الألوان النارية الأحمر والبرتقالى والأزرق والفوشيا والأصفر والأخضر الزمردى كاشفا للذواقة انسانيته ومشاعره المتفجرة وتفاؤله بالحياة وإيمانه بالجمال والإنسان والطبيعة والبحار وأعماقها المليئة بالأسماك والشعب المرجانية ................................................................. تجمع لوحات أيمن صلاح طاهر بين المنهج التجريدى والسريالى والتعبيرى وتعكس ثقافته الموسيقية والأدبية العريضة والمتأصلة وعشقه للرياضة والملاكمة وتأثره بكمال الأجسام والمواجهة والصراحة فمنذ طفولته استمع لبيتهوفن وشوبان وكورساكوف وأساطير الموسيقى الكلاسيكية وهو لايستطيع ان يرسم بدون خلفية موسيقية كما لا يستطيع ان يتناسى رياضة شبابه الأولى وهى الملاكمة ولذلك فبعض لوحاته تتناول معانى القوة البدنية التى أنعم الله بها على الإنسان وتمازجها ومواجهتها مع عصر الاختراعات والميكنة والقوة الصناعية فى القرن ال21 وجدير بالذكر أن أيمن طاهر تعلم الرسم قبل ان يتكلم فى سن الثانية بفضل والده، كما أقام أكثر من عشرين معرضا فرديا بين تصوير فوتوغرافى ومعارض فن تشكيلى ما بين القاهرة وباريس ولندن والولايات المتحدة، كما مد عددا من المجلات الرائدة فى مصر وأوروبا بالعديد من اللوحات الفوتوغرافية وانتج فيلما للتليفزيون البريطانى وشارك العديد من العلماء فى إنتاج وثائق عن أعماق البحار وشارك المنتج السينمائى الشهير جرونوفيلاتى فى فيلم وثائقى طويل وحصد العديد من الجوائز وله مؤلفات من بينها سيناء: دليل شبه، الجزيرة والبحر الأحمر، اليونان 1992، وسيناء المكان والتاريخ، مطبوعات فرانكو ماريا ريتشى بإيطاليا. ولنترك هذا الحديث الخاص مع الفنان الذى يؤكد ان مصر اصبحت بفنانيها التشكيليين إحدى البقع الرئيسية للفن التشكيلى المعاصر يكشف تواصل الإبن مع ابيه والبعد الفلسفى والفنى والإنسانى مع فنان متميز يكن الجميل لوالده الذى كان أحد الأعضاء الملهمين لصالون الأهرام التنويرى بالدور السادس بالأهرام فى عصر رئيسة التحرير الراحل محمد حسنين هيكل الذى ترك بصماته على هذه المؤسسة العريقة ومرحبا، بصالون الأهرام الثقافى عام 2017 ومرحبا بتواصل الأجيال. وبدأ الفنان أيمن صلاح طاهر حديثه قائلا كان والدى المستشار الفنى للأهرام وقد رسم عدة شخصيات لأقطاب الأهرام حيث كان الأهرام يجمع فى إطار المنتدى الثقافى بالدور السادس، ولقد تأثرت بوالدى تأثرا كبيرا وقد ترك لى 40 ألف كتاب فى مجالات الفن والفلسفة وعلم النفس والأدب إلى جانب مئات الكتب فى جميع مجالات المعرفة. الأستاذ الكبير عباس العقاد هو الذى أوصى بهذا الاسم وكان أول معرض شاركت فيه مع والدى صلاح طاهر افتتحه الكاتب الكبير نجيب محفوظ وكان عمرى آنذاك 12 عاما وفى مطلع الشباب افتتح معرضى الفردى توفيق الحكيم بمركز الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك، وقد كان الدكتور فوزى صاحب فضل على لم يكن قد رزقه الله بأطفال فاحتضننى وقدم لى الموسيقى الغربية وعشقتها إلى الحد أننى لا استطيع ان أدخل مرسمى إلا إذا كانت هناك خلفية موسيقية وكنت مستمعا جيدا إلى جانب والده رحمه الله لبرنامجه الإذاعى مع الموسيقى كما قرأت سندباد البحرى مبكرا وأحببته. أما توفيق الحكيم فكان يقول لأبى هذا الولد كان يجب أن يكون إبنى وأول مرة استمعت لفرقة بلاك كوتس «المعاطف السوداء» التى كان يعزف بها إسماعيل توفيق الحكيم كنت فى صحبة والدى ووالد إسماعيل والدكتور يوسف إدريس الروائى الكبير. ما هو إحساسك بنجاح هذا المعرض الذى يحمل عنوان «تناغم» بالمقارنة مع معارض سابقة مثل «البصيرة« رمعرض «دروب» ومعارض سابقة. ؟ فى هذا المعرض كنت مهتما بالتقاط فى لوحاتى الموسيقية بمعنى آخر أردت فى لوحاتى أن أعبر عن الموسيقى المرئية وليست المسموعة، وأعمالى الفنية هنا مستوحاة من الموسيقى واستعملت التعبيرات المستوحاة من الموسيقى مثل «التردي» و«التناغم» والجملة الموسيقية وصداها، وبطبيعة مهنتى السابقة وهى الغطس تحت البحر فى منطقة البحر الأحمر لمدة ثلاث سنوات متكاملة فقد ساهم ذلك فى التأثير على أعمالى الفنية التى تتناول أيضا قوة وتأثير الجسم البشرى وما يسمى بالإنجليزية ANATOMY «التشريح» اخترت التصوير تحت الماء فى فترة من حياتى لأننى كنت أريد ان أكون مختلفا عن أبى ورفضت ان أكون امتدادا له وبذلك فقد هربت من جلباب أبى إلى التصوير تحت الماء واليوم يسعدنى ان أكون امتدادا لصلاح طاهر. عامل المكان مهم فى لوحاتك؟ هذه أول مرة أعرض فى صالة الباب بمتحف الفن الحديث وهى صالة جيدة ووزارة الثقافة تزخر بكفاءات ساهمت فى نجاح العرض وقد سيطر على هذا المعرض عشقى للبحر الذى يلهمنى لقد عشت عشرين عاما فى رأس «أم السيد» ثانى رأس بعد رأس محمد بشرم الشيخ ومن أفضل الأماكن للغطس دعينى أضيف أننى تأثرت بالعالم الجليل جمال حمدان واهتمامه بالزمان والمكان.. أحب البحر والكائنات البحرية وعالم البحار والشعب المرجانية والأسماك والصحراء والطيور ولوحاتى فى معرض «تناغم» تعكس هذا الحب إلى جانب اهتمامى بالجسم البشرى الذى يعكس عظمة الخالق للإنسان.