ما الذى جعل الجماعات الإسلامية تختار طواعية أن تلجأ إلى الإرهاب بالخروج على الدولة والمجتمع برفع السلاح ومهاجمة رموز أجهزة القوة الرسمية من الجيش والشرطة، دون اكتراث لوقوع ضحايا من الشعب يتصادف مرورهم فى نطاق الشظايا؟ وهل تتعمد أن تعطى لنفسها لدى الغير صورة القاتل سافك الدماء بلا رحمة؟ أم أنها لم تتوقع أن يكون لها هذه الصورة؟ أم أنها لا تكترث بأن يراها الناس هكذا؟ وأى فائدة تعود على أهدافهم من اللجوء لهذا الإرهاب؟. المؤكد أن لهذه الجماعات أموالاً ضخمة ينفقون منها على السلاح المتطور وعلى الترويج لأفكارهم وجذب المقاتلين والإنفاق على تدريبهم وإيوائهم..إلخ، فلماذا لم يفكروا فى أن يستغلّوا هذه الأموال فى مجالات أخرى تجعل لهم صورة أخرى مقبولة؟ لماذا لم يلجأوا إلى الأعمال الخيرية كسياسة ثابتة تتيح لهم ترسيخ علاقات قوية مع قطاعات من الجماهير؟ لماذا لم يهتموا، بدلاً من الإرهاب، بأن يؤسسوا الجمعيات التى تهتم بالتعليم والصحة والإسكان والبحث العلمى..إلخ؟. ولكنهم لم يختاروا من كل هذا سوى نفحات الزيت والسكر، ثم أثبتوا أن دوافعهم لا تتجاوز أن يكون هذا طُعماً لأغراض صغيرة محددة، تتعلق بتجميع الأصوات فى الانتخابات! وحدث بعد أن تحقق حلمهم ووصل ممثلهم إلى القصر الرئاسى أن نسوها تماماً، حتى أن امرأة عجوزاً بائسة كانت تتلقى هذه المعونات فى المواسم، ظهرت على التليفزيون فى عزّ صولجانهم وسيطرتهم على الرئاسة والبرلمان، وقالت: «من يوم ما نجح مرسى، آدى وشّ الضيف!». وأما الآن، وبعد التخريب والرعب بالقتل والسبى والإذلال، وبعد أن تضرر العالم أجمع، وصلنا إلى النقطة الحتمية المؤجلة بأكثر مما ينبغى، والتى تُلزِم ضحايا هذا الإرهاب على التوحد لمواجهة الخطر، وخاصة القوى التى يكون لمشاركتها دور حاسم، فبعد أن كان للتدخل الروسى فضل فى انزال خسائر حقيقية بهم، هاهى أمريكا تعلن الرغبة فى تصحيح جرائم الإدارة السابقة وتعلن جديتها فى الدخول بثقلها فى المواجهة. وينبغى على مصر أن تشارك فى هذه الجهود. لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;