لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شىء عنده بأجل مسمى،هذا ما يؤكده الحديث الشريف ونتذكره حين نفقد عزيزا علينا للتخفيف من المصاب الجلل. رحل عنا قبل أيام قليلة الصديق والزميل العزيز عصام صالح مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا وعميد المحررين الدبلوماسيين بالخارجية ومدير مكتب الوكالة بباريس فى الفترة من 1983 حتى 1989 .وبعد عودته اعتمد محررا دبلوماسيا لدى الخارجية حيث عاصر عددا من وزراء خارجيتنا : السادة الدكتور عصمت عبد المجيد والدكتور بطرس غالى وعمرو موسى وأحمد ماهر وأحمد أبو الغيط ونبيل فهمى الذى كرمه بمنحه وساما للتميز لعطائه وتفانيه فى عمله وحرصه على المصداقية وروح التعاون، فاكتسب ثقة ومحبة مصادره وزملائه .كثيرا ما هون عصام علينا - أسرة المحررين الدبلوماسيين- امتداد ساعات العمل بروحه المرحة وقفشاته الخفيفة. برحيله نفتقد عضوا آخر من كبار المحررين الدبلوماسيين بعد الراحلين: حمدى جوهر من الإذاعة، ومحمد إسماعيل من صحيفة الجمهورية . لا أنسى وجودنا معا مع مجموعة فاضلة من الزملاء الآخرين تابعنا فيها الفعاليات والمؤتمرات ورحلات العمل، وأمضينا معا وقتا أطول مما كنا نمضيه مع أسرنا. كنت أحيانا لدى الاتصال بعصام أجد هاتفه مغلقا ، حيث كان يفضل الإقامة طويلا بالريف . لذلك حين حاولت الاتصال به مؤخرا لإبلاغه باعتزام عقد لقاء مع بعض الأصدقاء ، وجدت هاتفه مغلقا، فاعتقدت أنه خارج القاهرة،لكنى صدمت بخبر تدهور حالته الصحية . لم أتمكن من رؤيته قبل دخوله مرحلة غيبوبة ،ولكنى فى جنازته حييته وقلت : لقد حاولت الاتصال ولم أنجح هذه المرة ،صحبتك الرحمة الواسعة، وستبقى سيرتك الحلوة ذكرى طيبة حية نعتز بها. لمزيد من مقالات ايناس نور;