فى فضيحة جديدة داخل أروقة التشريع وتحت قبته، شهدت جلسة البرلمان التركى أمس مشاجرة صاخبة وصفها الإعلام التركى ب«العراك التاريخي» بين نائبات حزب العدالة والتنمية الحاكم ونظيرات لهن فى المعارضة بعد أن أقدمت أيلين نازلياكا النائبة المستقلة على تكبيل نفسها بميكرفون المنصة احتجاجا على مقترح التعديل الدستورى الرامى إلى تحويل النظام السياسى فى البلاد من البرلمانى إلى الرئاسى الذى اقترب البرلمان من اعتماده عقب المصادقة على 11 مادة من إجمالى 18. وذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أن تصرف نازلياكا على هذا النحو أثار غضب نائبات العدالة الحاكم اللاتى اندفعن ناحيتها لتتدخل أخريات من حزبى الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة فى البلاد والشعوب الديمقراطية الكردي، وسرعان ما تعال الصراخ وتبادلت الجميع السباب والتشابك بالأيادى والتراشق بزجاجات المياه، فى حين اكتفى النواب الذكور بالمشاهدة. وذكرت وسائل إعلام تركية أخرى أن نائبتين أصيبتا بجروح إثر هذا العراك. يذكر أن عراكا آخر اندلع الأسبوع الماضى بين نواب حزبى العدالة والتنمية والشعب الجمهورى للسبب ذاته. وتأتى هذه المشاجرة بعد أن أقر البرلمان التركى 11 مادة فى حزمة التعديلات الدستورية التى تتضمن 18 مادة وتكرس صلاحيات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وتجعله فى السلطة حتى عام 2029. ومن المتوقع أن يتم المصادقة على المواد ال 7 المتبقية خلال الساعات القليلة المقبلة. ومن جانبه، أكد أردوغان إذا تم إقرار التعديلات فإنها ستضمن استقرار البلاد فى مرحلة مضطربة، وتمنع العودة إلى التحالفات الهشة التى كانت تحكم البلاد فى السابق، على حد تعبيره. وفى سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء بن على يلدريم عن إمكانية تولى نواب حزب الحركة القومية اليمنى الداعم للتعديلات حقائب وزارية. وقالت صحيفة «سوزجي» التركية أن هذا يعنى فتح أبواب الائتلاف بين حزبى العدالة والتنمية والحركة القومية وسيتولى دولت بهشلى زعيم حزب الحركة القومية خلال المرحلة القادمة نائب رئيس الجمهورية إذا نجحت الحكومة فى الاستفتاء الشعبى على مقترح التعديل الدستوري.