وسط انقسام بن الأمريكيين، وأعمال عنف واحتجاجات، ومحاولات لإفساد عملية تنصيب الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة، وحالة من القلق والترقب فى دول كثيرة، تولى الرئيس الأمريكى الجمهورى المنتخب دونالد ترامب أمس رسميا مهام منصبه، بعد أن أدى اليمين الدستورية فى احتفال كبير حضره ما يقرب من تسعمائة ألف شخص تقدمهم الرئيس السابق باراك أوباما وأسرته وهيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية الخاسرة فى انتخابات 8 نوفمبر الماضية التى أنهاها ترامب بفارق ضئيل لصالحه. ◄ الرئيس ال45 فى أول خطاب له: لن نفرض أسلوبنا على الدول الأخرى .. وسنقضى على «الإرهاب الإسلامى» ◄ أنفقنا تريليونات الدولارات على الحرب فى الخارج .. وتركنا بلادنا تنهار وتتراجع وفى خطاب التنصيب، الذى استخدم فيه عبارات حماسية، حملت بعضها توبيخا لفترة إدارة أوباما، أكد ترامب أنه "حان وقت انتقال السلطة من واشنطن ومؤسساتها إلى أيدى الشعب الأمريكي"، وأضاف أن يوم "20 يناير 2017 سيكون هو اليوم الذى يؤرخ لانتقال السلطة من الحكومة إلى الشعب". وخاطب الأمريكيين قائلا : "أنتم الآن جزء من حركة تاريخية لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل، وسويا، سنجدد مسار أمريكا والعالم لسنوات كثيرة قادمة، وسنواجه التحديات والصعاب، ولكننا سوف ننجز المهمة". وعلى الرغم من أنه وجه الشكر إلى أوباما على عملية الانتقال السلمى السلس للسلطة بحسب قوله، فإنه قال أيضا : "لقد سمحنا باستنزاف قواتنا المسلحة، ورفضنا الدفاع عن حدودنا، ودافعنا عن حدود بلدان أخرى، وأنفقنا تريليونات من الدولارات فى الخارج، وتراجعت البنية الأساسية فى الداخل، وبنينا بلدانا أخرى، وتراجعت بلدنا، فأغلقت مصانعنا أبوابها وتركنا الملايين من العمال دون اهتمام، وكذلك الطبقة الوسطى، نزعت منها منازلها، ولكن، هذا هو الماضي، والآن نتطلع فقط إلى المستقبل". وأضاف بلهجة حماسية : "من الآن، شعارنا : أمريكا أولا". وقال أيضا إن "كل قرار سيصدر بشأن التجارة والضرائب والهجرة والشئون الخارجية، سيتخذ لمصلحة العمال الأمريكيين والعائلات الأمريكية". وقال أيضا : "يجب أن نحمى حدودنا من تأثيرات الدول الأخرى التى تسرق منتجاتنا ووظائفنا". وفيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب، كان أبرز ما قاله ترامب : "سنوحد قوتنا ودول العالم ضد الإرهاب الإسلامى الذى سنستأصله من على وجه الأرض"، بحسب تعبيره، دون ذكر تفاصيل. وقال أيضا : "لا أسعى لفرض النهج الأمريكى على الدول الأخرى، ولكن أريد أن نكون نموذجا". وكان ترامب قد بدأ يومه بتغريدة على تويتر قال فيها : "كل شيء يبدأ اليوم"، وذلك بعد أن أمضى ليلته - وفقا للبروتوكول - فى مبنى "بلير هاوس" المقر المخصص لكبار الضيوف مقابل البيت الأبيض، قبل أن يتوجه هو وزوجته ميلانيا الى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الأبيض، ليحضرا قداسا، ثم استقبلهما الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وزوجته ميشيل لتناول الشاى قبل أن يتوجهوا معا إلى الكابيتول. وفى المساء، بدأ الاحتفال بوصول الرئيس الأمريكى المنتخب يرافقه باراك أوباما فى سيارة ليموزين رئاسية إلى مبنى الكابيتول الذى يضم مجلسى الشيوخ والنواب، وذلك لحضور مراسم أداء اليمين وتسليم وتسلم السلطة، بعدها، أعلن المذيع الداخلى للاحتفال عن دخول أفراد أسرة الرئيس الجديد إلى المكان المخصص للاحتفال، ثم نائبه مايك بينس. وأدى ترامب اليمين فى الساعة السابعة مساء أمس بتوقيت القاهرة تماما كما فعل قبله كل الرؤساء الأمريكيين من جورج واشنطن إلى فرانكلين روزفلت اأو جون كينيدي. ولأداء القسم، اختار ترامب نسختين من الكتاب المقدس، واحدة قدمتها والدته فى 1955 والثانية تعود لإبراهام لينكولن منقذ الاتحاد، واستخدمها أوباما قبل أربع سنوات. ورفع ترامب يده اليمنى ليؤدى القسم الذى كان نصه : "قسم رسميا بأن أؤدى مهام رئيس الولاياتالمتحدة بإخلاص وبأن أقوم بكل إمكاناتى بحماية وصون والدفاع عن دستور الولاياتالمتحدة"، كما أدى بينس القسم ذاته. وكان من بين الحاضرين للاحتفال من بين رؤساء الولاياتالمتحدة السابقين : بيل كلينتون وجورج بوش الإبن وجيمى كارتر. وخيمت على احتفال التنصيب أجواء عنف، حيث قام مئات من الملثمين الذين يرتدون زيا أسود تجمعوا تعبيرا عن رفضهم للرئيس المنتخب دونالد ترامب برشق الحجارة وتحطيم النوافذ فى وسط واشنطن، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وتم خلال هذه الأحداث تحطيم الواجهة الخاصة بمقهى شهير فى المدينة دون مبرر.
«فيسبوك» يحجب صفحة «روسيا اليوم» خلال التنصيب موسكوروسيا اليوم : حجبت إدارة موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" صفحة قناة "روسيا اليوم" باللغة الإنجليزية "جزئيا"، بدءا من مساء أمس الأول الخميس وحتى اليوم - السبت - لمنعها من تغطية حفل تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب.وذكرت القناة فى بيان لها أنه تم منعها من جانب إدارة الموقع على تحميل الصور، وأشرطة الفيديو، أو روابط على صفحتها بالإنجليزية فقط، وبسبب ذلك فإن القناة لن تكون قادرة على تغطية كامل حفل التنصيب للرئيس الأمريكى الجديد. وأضاف البيان أنه قد تم توجيه العديد من الأسئلة لإدارة "فيسبوك" حول حظر القناة على موقعها وانتهاك مبادئ حرية التعبير والرأي، إلا أنهم لم يتلقوا أى إجابات عن هذه الأسئلة؟.وعلى صعيد متصل، اتهم مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعى روسيا ب "التدخل" فى تنظيم الألعاب النارية وإطلاقها فى واشنطن عشية حفل التنصيب. ونقلت بعض وسائل الإعلام إنطلاق إحدى الألعاب النارية على شكل أحرف (يو إس أر) بدلا من (يو إس آيه) من فوق نصب لينوكولن التذكارى فى العاصمة واشنطن، لتنطلق بعدها عبر شبكات التواصل الاجتماعى انتقادات جمة وبعض السخرية. وقال بعض المستخدمين إن الأحرف كانت ترمز إلى الولاياتالمتحدة الروسية بدلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد اتهامات تدخلها بالانتخابات. العرابى من واشنطن : نتطلع لإجراء لقاءات مهمة مع الإدارة الجديدة كتب علاء سالم أكد محمد العرابى عضو تحالف دعم مصر بالبرلمان، المتواجد حاليا بواشنطن على رأس وفد الدبلوماسية الشعبية، أنه يتطلع لإجراء بعض المقابلات مع مسئولى إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب، لتوظيف تلك اللحظة التى مازالت فيها تلك الإدارة بمرحلة التكوين من أجل دعم التعاون بين البلدين وبناء صورة إيجابية عن مصر لدى صانعى القرار داخلها، بالإضافة لإظهار اهتمام مصر بالعمل مع إدارة ترامب. واعتبر العرابى أن دعوة وفد الدبلوماسية الشعبية لحضور حفل تنصيب ترامب أمس يعد تقديرا من مسئولى الإدارة الجديدة للشأن المصري، ويؤكد عمق العلاقة بين الطرفين. هدية مكسيكية للرئيس الجديد سيوداد خواريز (المكسيك) رويترز : وسط الانشغال بترتيبات حفل التنصيب، سلمت المكسيك خواكين جوزمان أخطر تاجر مخدرات والمعروف باسم "آل تشابو" إلى السلطات الأمريكية فى نيويورك منهية مشواره الذى تضمن هروبه من السجن مرتين واضطلاعه بدور قيادى فى حرب عصابات بالبلاد. وكان جوزمان (59عاما) واحدا من أكبر زعماء عصابات المخدرات المطلوبين حتى اعتقاله قبل عام. وجاء اعتقاله بعد ستة أشهر من هروبه من سجن شديد الحراسة بوسط المكسيك عبر نفق امتد مسافة ميل، وكان ذلك ثانى هروب مثير له من السجن. وقالت وزارة الخارجية فى بيان إن الحكومة "سلمت السيد جوزمان للسلطات الأمريكية" مشيرة إلى قرار قضائى صدر برفض طعن محاميه ضد تسليمه. وجاء التسليم عشية تولى الرئيس دونالد ترامب رئاسة الولاياتالمتحدة رسميا. حيث قال مسئولون مكسيكيون إن توقيت تلك الخطوة بمثابة هدية للرئيس الأمريكى باراك أوباما قبيل انتهاء ولايته، وفى نفس الوقت غصن زيتون لترامب الذى أساء للمكسيك أكثر من مرة وهدد بتمزيق اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التى تدعم اقتصادها.وبعد هروب جوزمان من السجن فى يوليو 2015 توعد ترامب فى تغريدة له على تويتر بمعاقبته عندما يصبح رئيسا.
