يبدو أن البعض منا مازالوا لا يدركون بشكل كامل خطورة ما تواجهه مصر حاليا وهى تكافح خطر الإرهاب، وربما يغيب عن الكثيرين، أن المعركة تصل إلى حد أنها قضية مصير، يجب أن تنجح فيها وتنتصر، لأن البديل سيكون مؤلما جدا لا سمح الله. تلك الخطورة، عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية، حيث أشار الرئيس إلى مسألة فى غاية الأهمية، وهى أن الحرب مع الإرهاب تكمن صعوبتها فى أنها تسير بموازاة إنجاز خطط التنمية، بما يعنى أن مصر تحارب على جبهتين الآن، الإرهاب وإنجاز التنمية. وقال الرئيس، إننا فى حرب الاستنزاف، فى نهاية الستينيات، على سبيل المثال، اضطررنا إلى وقف التنمية، وتوجيه مواردنا إلى المجهود الحربي، لتحقيق الانتصار، أما اليوم فلا يمكن تعطيل التنمية، وإلا فسوف تدفع الأجيال المقبلة ثمنا باهظا، وقد لا تستطيع تحمله. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حروبنا السابقة كانت نظامية، ومن ثم أنت تواجه عدوا واحدا، وتعرف أساليب تحركه، أما فى الحرب ضد الإرهاب، فأنت لا تعرف متى سيضرب الإرهابيون، ولا أين سيوجهون اعتداءاتهم بالضبط، وهو الأمر الذى يكلف الكثير، من المال والجهد والبقاء دائما فى حالة استنفار وتأهب. غير أن الرئيس طمأن المصريين، فقال بصريح العبارة: «نحن ناجحون فى مواجهة الإرهاب مافيش كلام»، وطلب من المشككين فى تلك الحقيقة الرجوع إلى ما تكتبه صحافة الغرب عن مصر، وعن النجاحات التى يحققها جيشها الباسل، الذى يدفع دماءه سخية كل يوم للحفاظ على الوطن. ويبقى بعد كل هذا، أن على المواطن العادي، أن يستوعب هذا الكلام، ويتأكد أننا فى اللحظة التى سنهزم فيها الإرهاب الهزيمة النهائية، فسوف تتغير نوعية حياته، وسننطلق إلى الأفضل، لأن الحرب ضد الإرهاب لن تنجح، إلا عندما يدرك هذا المواطن حجم التضحيات التى تبذل على كل الجهات الآن. لمزيد من مقالات راى الاهرام