سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال مشاركتهما فى افتتاح منتدى الأعمال المصرى البيلاروسى السيسى: واجهنا عدداً من التحديات والمشكلات الهيكلية بعد ثورة 25 يناير..الحكومة تشرع فى تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادى
لوكاشينكو : لن تعانى مصر مرة أخرى والشعب المصرى الشجاع لديه مستقبل واعد تأسيس شراكة صناعية لإنتاج الجرارات وآلات الحصاد بالإسكندرية توفر 20 ألف فرصة عمل أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن التعاون بين مصر وبيلاروسيا شهد تقدماً كبيراً خلال الفترة الماضية، خاصة بعد انعقاد الدورة الأخيرة للجنة المشتركة بالقاهرة فى مارس الماضي، التى عكست الرغبة المشتركة فى تعزيز التعاون بين البلدين فى كافة المجالات، خاصة التعاون الاقتصادى بوصفه القوة الدافعة لتطوير العلاقات الثنائية بشكل عام. وأضاف الرئيس السيسي، فى كلمته التى ألقاها أمس خلال افتتاح أعمال المنتدى المصرى البيلاروسي، أنه اتفق مع نظيره البيلاروسى خلال مباحثاتهما على عقد دورة جديدة للجنة المشتركة فى مينسك فى أقرب وقت ممكن، لمتابعة التباحث حول سبل تعزيز مجالات التعاون المختلفة، واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق الاستفادة المتبادلة من الإمكانات المتوفرة لدى البلدين. وقال الرئيس إن مجال التصنيع يعد القاطرة الأساسية للتنمية، على رأس مجالات التعاون التى تتطلع مصر إلى تطويرها، داعيا مجموعة العمل التى تم تشكيلها فى إطار اللجنة المشتركة، على بذل مزيد من الجهد لتطوير التعاون بين البلدين فى مجال التعاون الصناعي، وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعى وتحديث تقنيات الزراعة والري، وتدوير المخلفات الصلبة، ومعالجة مياه الصرف الصحى وتوفير مياه الشرب. وفى هذا الإطار، قال الرئيس إن حكومتى البلدين تسعيان إلى بذل كافة الجهود لتوفير بيئة اقتصادية واستثمارية مواتية، تشجع رجال الاعمال من الجانبين على استغلال الفرص الاستثمارية بهدف تعزيز النمو، كما تعمل الحكومتان معاً على التوصل الى اتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوراسي، لتسهيل وزيادة حركة التبادل التجارى بين البلدين. وأشار الرئيس إلى أن الاقتصاد المصرى واجه عدداً من التحديات والمشكلات الهيكلية التى تفاقمت حدتها مع التطورات الداخلية التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011، وفى هذا الإطار شرعت الحكومة فى تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادى يهدف إلى معالجة التحديات الهيكلية والمالية، من خلال خطوات تنفيذية تضمنت إصلاح النظام الضريبي، وتطوير منظومة الدعم، وتحرير سعر الصرف، فضلاً عن إجراءات محددة لتذليل العقبات أمام الاستثمار الأجنبى فى مصر ومنح حوافز عديدة للمستثمرين، تشمل إعفاءات ضريبية وتسهيلات للحصول على الأراضى الصناعية فى عدة مناطق. وأوضح أن الدولة شرعت فى تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى التى توفر فرصاً استثمارية واعدة فى مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروعات تنمية محور قناة السويس، وتطوير الشبكة القومية للطرق، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى ثمانى مدن جديدة، فضلاً عن المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية، وغيرها من المشروعات التى تبرز عزم مصر على تحقيق نقلة نوعية فى مسار تقدمها الاقتصادي، بالتعاون مع شركائها من قطاعى الأعمال المصرى والأجنبي. وقال الرئيس إن حجم الاقتصاد المصرى الكبير، الذى زاد معدل نمو ناتجه المحلى الإجمالى على 4% خلال العام الماضي، يَعِد بفرص اقتصادية ضخمة وبآفاق واسعة أمام مصر وبيلاروسيا للارتقاء بعلاقات التعاون بينهما فى مختلف المجالات، وفى هذا الإطار تقع مسئولية كبرى على عاتق قطاعى الأعمال فى البلدين، لاستغلال الإمكانات الكبيرة فى كل منهما، ولتعظيم الاستفادة من الجهود التى تبذلها حكومتا الدولتين من أجل تهيئة مناخ الاستثمار وتطوير القوانين والإجراءات ذات الصلة، علماً بأن مصر تعد من الدول التى توفر أعلى نسب العائد على الاستثمار فى العالم. وأعرب الرئيس عن أمله فى خروج المنتدى بنتائج هامة على صعيد تشجيع الاستثمارات المشتركة وتعزيز النمو والتجارة، وبما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا الصديقين. ومن جانبه، قال الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو إن اللقاء الذى جمعه بالرئيس السيسى قبيل افتتاح المنتدى حدد خارطة الطريق حول تفعيل المشروعات المشتركة الخاصة بالتجارة والزراعة ومعالجة المحاصيل، مشيرا إلى أنه سيتم خلال السنوات القليلة القادمة تفعيل هذه المشروعات. وكشف الرئيس البيلاروسى عن أنه قال للرئيس السيسى إن ما تعانيه مصر عانته بيلاروسيا مرتين فى تاريخها، مشيرا إلى أن بيلاروسيا عاشت أيام الاتحاد السوفيتى كدولة متقدمة، إلا أن وضع مصر أكثر تعقيدا لأن عدد سكانها 95 مليون شخص يرغبون فى فرص عمل ومأكل وحماية اجتماعية. وجدد لوكاشينكو تأكيده أن الشعب المصرى محظوظ بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن الشعب المصرى محظوظ بأن لديه رئيسا بهذه القوة والعظمة. وأشار إلى أن أنه بالرغم من أن الشعب المصرى يقدم الدعم للقيادة الحالية إلا أنه يجب أن يرى نتائج أمامه، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى وفر السلام والأمان ويجب على رجال الأعمال اتخاذ رد فعل قوى تجاه الاستقرار والأمان الذى قدمته القيادة المصرية الحالية لمصر. وأكد أن مصر العريقة والشعب المصرى الشجاع لديه مستقبل واعد، مؤكدا أن هذه الفترة هى فترة الأعمال. وأضاف أن المنتدى يأتى فى إطار الاحتفال بمرور 25 عاما على إرساء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبيلاروسيا بما يمثل عمق علاقات الدولتين فى المستقبل، مشيرا إلى أنه وعد الرئيس بأن تكون سرعة تقارب بيلاروسيا تجاه مصر أكبر من مصر نفسها. وقال إن مصر هى نافذة لكل الدول النامية والإفريقية وبوابة لإفريقيا وقد فتح الرئيس السيسى هذه البوابة وعلينا انتهاز هذه الفرصة وعلينا أن يكون لدينا اهتمام بالاستثمار والتعاون مع مصر، واعدا بتنفيذ كافة الخطط التى تم بلورتها بين القيادتين، مشيرا إلى أن العلاقة قائمة على المنفعة المتبادلة. وقال لوكاشينكو إن التعاون مع مصر يهدف لأن تكمل الدولتان بعضهما البعض، مشيرا إلى أن الاقتصاد أهم عوامل التقارب بين الدولتين، موضحا أن بيلاروسيا لديها العديد من الصناعات مثل الصناعات البتروكيماوية والغذائية وصناعة الأخشاب ومواد البناء والمستحضرات الطبية، كما تمتلك بيلاروسيا تكنولوجيا متطورة للغاية. وأشار الرئيس البيلاروسى إلى أن الرئيس السيسى طرح مبادرة بأن يكون هناك اجتماع بين العلماء المصريين وعلماء بيلاروسيا ليتشاركوا خبراتهم ويدرس الخبراء المصريون التجربة البيلاروسية بشكل علمى وأكاديمى وأن يكون هناك تعاون بين المؤسسات البحثية بين البلدين. وأضاف أن هناك آفاقا واعدة للتعاون بين الدولتين، مشيرا إلى أنه ستكون هناك صناعات مشتركة لتوفير 20 ألف فرصة عمل من خلال تأسيس مصانع لإنتاج الجرارات وآلات الحصاد فى الأسكندرية، فضلا عن تأسيس مركز للدعم الفنى والصيانة وكافة الخدمات اللوجستية وهو ما سيسمح بإعادة التصدير لكافة دول إفريقيا. وأكد لوكاشينكو أن بيلاروسيا لا تبيع لمصر منتجاتها، مشيرا إلى استعداد بلاده لنقل التكنولوجيا الخاصة بها إلى مصر وإطلاعها على كيفية الصناعة واطلاع خبرائها على كيفية إتقان هذه الصناعة لأن بيلاروسيا لديها خبرة طويلة فى هذا المجال تراكمت على مدى عدد كبير من السنوات. واقترح الرئيس البيلاروسى تنظيم عدد من المنتديات والفعاليات الرياضية المشتركة بين البلدين وتقديم المساعدات المتبادلة بين البلدين فى مجال البنية الأساسية والتنقيب وحفر الآبار العميقة والبحث عن الثروات الطبيعية. وفى مجال الزراعة، أكد لوكاشينكو إمكانية تقديم بيلاروسيا المساعدة فى مجال استصلاح الأراضى وتقديم عروض توضيحية تعكس خبرة بيلاروسيا فى هذا المجال، مشيرا إلى أنه تحدث مع الرئيس السيسى عن مجال الإصلاح الزراعى والصوب الزراعية لأن مصر دولة زراعية بالمقام الأول. وقال الرئيس البيلاروسى إن الدول الغربية لا تمنح تكنولوجيا لكن منتجات، مشيرا إلى أن بلاده لا ترغب فى بيع منتجات لمصر ولكن ستنقل لها خبرة الصناعة وأسرارها. وأكد أن بيلاروسيا ستكون بقرب مصر طالما تطلب مصر هذا التقارب، داعيا كافة رجال الأعمال المصريين للتعاون مع شركات بيلاروسيا، فضلا عن استعدادها لتقديم التدريب لكل الخبراء المصريين فى كافة المجالات. كما تطرق لوكاشينكو للصناعات الطبية، مشيرا إلى أن بيلاروسيا وصلت إلى تكنولوجيا متقدمة فى المجالات الطبية المختلفة، موضحا أن مستوى الخدمات الطبية فى بيلاروسيا راق ومتطور. كما تطرق الرئيس البيلاروسى إلى مجال مكافحة الإرهاب، موضحا أن العالم يحارب حاليا الإرهاب الدولي، مشيرا إلى أن بيلاروسيا تعانى أيضا من منطقة متوترة، معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر فى مجال الإنتاج الحربي. وقال لوكاشينكو: «يجب أن نتذكر أن مصر أقدم دولة وحضارة فى العالم وهنا الثقافة العريقة لذلك يعد التعاون الثقافى أحد أهم المجالات الأساسية للتعاون بين مصر وبيلاروسيا وأدعو مصر لنقل حضارتها للشعب البيلاروسى وتبادل الزيارات بين المفكرين والموسيقيين والأدباء بما يثرى الثقافة المصرية والبيلاروسية«. ودعا لوكاشينكو ممثلى رجال الأعمال من الدولتين للعمل بشكل مكثف لفتح آفاق جديدة للتعاون، موضحا أنه اتفق مع الرئيس السيسى على أن تحدد اللجنة المشتركة خارطة الطريق لتفعيل العلاقات، كما اتفقا على عقد اللجنة الحكومية المشتركة خلال 3 شهور لتحديد مجالات الإنتاج والصناعات التى سيتم التعاون بها. وقال لوكاشينكو موجها حديثه للرئيس: «كل طلباتك أوامر بالنسبة لنا وسوف نقوم بتفعيل أوجه التعاون لأنها ستعود بالنفع على الطرفين وستجدون كل الدعم الذى سنوفره لكم». واختتم الرئيس البيلاروسى كلمته قائلا: «ثقوا بأن مصر هى الأفق والمستقبل ولامعة ومتألقة بين كل دول العالم ولن تعانى مصر مرة أخرى والمستقبل لنا سويا وأتمنى أن تتبوأ مصر العريقة مصر الحضارة المكانة التى تستحقها».