تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر وأصعب المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته لأنها تؤثرعلي جميع جوانب شخصيته لذلك يحتاج المراهق لمعاملة خاصة.. وتفاجأ الأم بتغيير في تصرفات ابنها ذلك الطفل الذي كان يملأ البيت مرحا فأصبح شابا منطويا قليل الكلام خجول. وهنا تقع الام في حيرة بين خوفها من التسلط علي ابنها فتضعف شخصيته وبين تقديمها النصح له حتي يستطيع اجتياز هذه المرحلة الصعبة.. ويؤكد د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بكلية طب القاهرة ضرورة وعي الأم باختلاف مراهقة الشاب عن الفتاة.. فالبنت في هذه المرحلة تتمركز حول نفسها أما الشاب فيعتبر نفسه جزءا من المجتمع.. فهو يحب أن يكون دائما ضمن مجموعة أو فريق- حتي ولو كانت صحبة سيئة- ويتألم عندما يكون وحيدا. ولابد أن تحاول الأم التعرف علي الحوار الذي يدور بداخل ابنها لأن المراهق في هذه المرحلة يميل إلي الجدال ولا يمتثل للأوامر والنواهي.. كذلك يؤجل المراهق أعماله كالمذاكرة حتي اللحظات الأخيرة ويقوم بها تحت ضغط الوقت بخلاف البنت التي تستغل وقتها جيدا. ويحذر د. يسري من تدخل الأم لإتمام أعمال ابنها حتي لا يصبح اتكاليا معتمدا علي الغير.. كما يحذر أيضا من التسلط عليه وحضه علي القيام بأعماله قهرا حتي لا يصير ضعيف الشخصية.. وانما يجب علي الأم مراقبة ابنها عن بعد, مع محاولة ابداء بعض النصائح التي تفيده.. كذلك يجب ترك الإبن ليخطيء ويتعلم من خطئه مع مراقبته عن بعد بدون تدخل في كل صغيرة وكبيرة.. والحكمة تكمن في اللحظة المناسبة التي تمد فيها الأم يد العون للمراهق الذي سوف يهدأ ويعود لطبيعته عندما يبلغ سن التاسعة عشرة أو العشرين من عمره وسيكون مصقلا بخبرات جديدة وجيدة.. وتواجد الأب مع الأم أثناء فترة مراهقة الأبناء ضرورة كما يؤكد د.يسري لأن غيابه قد يدفعها الي اللجوء الي آخرين للحديث معه.. وعموما قالوا زمان المراهقة هي مصنع الرجال.
