أصعب ما يمكن أن يواجهه المرء فى حياته هو ألا يملك إزاء المتاعب النفسية التى تنتابه حيلة فلا يجد مخرجا منها ويطبق اليأس عليه فيفقده معنى الحياة, ولمّا فكرت كثيرا فى الأزمة التى تشغلنى ليلا ونهارا, لم أجد ملجأ سواك وها أنا أكتب إليك راجيا أن تشير علىّ بما يساعدنى على اتخاذ خطوة سليمة للتغلب عليها, فأنا أخ لأربع أخوات, شقيقتين وأختين من الأب, فلقد تزوج أبى قبل والدتى من طبيبة, وكان يشغل وقتها منصبا مهما فى إحدى وزارات المجموعة الاقتصادية, ومضت بهما الحياة على ما يرام وسافرت زوجته إلى دولة خليجية, ثم حدثت بينهما خلافات فانفصلا عن بعضهما, ثم ما لبثا أن عادا إلى الحياة معا, وأخيرا كان الطلاق هو مصيرهما المحتوم بعد أن عجزا عن إقامة حياة سوية, وقد احتفظا بعلاقة طيبة, وأخذت مطلقته ابنتيهما اللتين ولدتا وفى فميهما ملعقتان من الذهب, واستقررن فى الدولة الخليجية, وتزوج أبى من والدتى وأنجبنى وشقيقتين لى، وكبرت أختاى غير الشقيقتين فى الخارج, وحصلت كبراهما على الثانوية العامة من البلد العربى, وقبلت كلية الطب البيطرى فى مصر أوراقها, واضطرت إلى المجىء لاستكمال دراستها, واستأجرت شقة قريبة من الكلية عاشت فيها بمفردها, وربطتها علاقة قوية بابنة خالتها فكانت لها كظلها, تقضيان معظم الوقت معا, وتخرجان فى رحلات مشتركة كثيرا, وفى إحداها التقت ابنة خالتها بشاب تربطها علاقة عاطفية به, ورأى صديق له أختى, فاقترب منها وحاول الحديث معها, لكنها صدته وانصرفت من المكان, فراح يطاردها ويوهمها أنه يحبها, ومع كثرة إلحاحه وبمساعدة ابنة خالتها وصديقها, وافقت على الحديث معه, وتعددت لقاءاتهما ونشأت بينهما علاقة عاطفية, ولم تبال بأنه غير مؤهل دينيا ولا اجتماعيا, ولا نفسيا ولا ماديا للارتباط, ويختلف تماما عنها فى الطباع فهى هادئة وطيبة لدرجة السذاجة, ولا تدرى طبيعة الذئاب البشرية التى تعيش حولها وتحاول التهام كل فريسة تقع بين أنيابها من باب الحب المصطنع, وبلغ أمرها أبى ووالدتها, فحاولا مرارا اقناعها بأن هذا الشخص لا يصلح زوجا لها بأى حال, لكنها أصرت على الارتباط به, بل وأقدمت على الانتحار لما وجدت رفضا تاما من أبيها على زواجها منه لتأكده من أن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل, ولولا أن أمها كانت وقتها موجودة إلى جوارها, وأجرت لها الإسعافات اللازمة لماتت أختى, وفى النهاية انصرفت لعلاقتها غير المتكافئة, وتمت خطبتها لمن أرادته على غير رغبة والديها. وخلال فترة الخطبة, قال لها إنه يعانى متاعب مادية ويحتاج إلى بعض المال الذى يساعده على تخطى أزمته, فهدأت من روعه, وأسرعت إلى بيع مجوهراتها, وأعطته ثمنها مدفوعة بحبها له الذى يفوق الوصف, وعندما حان موعد الزفاف أتى بمشغولات ذهبية من محل للمجوهرات لزوم الوجاهة أمام المدعوين, ثم أعادها إليه فى اليوم التالى, أما عن مؤهلاته فهو غير متعلم ويتاجر فى الملابس منذ صغره, ومع الأيام الأولى لزواجهما ضغط عليها رويدا رويدا, وحاول إقناعها بأنه فى حاجة إلى مزيد من المال لتوسيع تجارته, فأحالت أختى حياة أمها إلى جحيم, ولم تتركها إلا بعد أن أعطتها معظم مدخراتها من منطلق أنها ستساعد زوجها فى تجارته ثم تردها إليها عندما تتحسن الظروف, ومرت الأمور بينهما بين شد وجذب إلى أن فقد كل الأموال فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير التى أثرت بشدة على الاستثمارات, ولم تأخذ أختى ولا والدتها أى إيصالات أمانة عليه بالمبالغ التى استدانها, وفوجئتا بأنه اشترى بما كان فى حوزته من مال قطعة أرض لبناء فيلا عليها بمنطقة «العبور», وسجلها باسمه بعد أن أوهمها بأن هذا الإجراء ضرورى للحصول على التراخيص اللازمة للبناء, ولم تتوقف أختى أمام ما يتخذه من خطوات, ولا ما ينتهجه من تصرفات ثقة فيه, وواصلت حياتها معه زوجة مخلصة وطيبة ومطيعة له طاعة عمياء, فزاد ضغطه عليها مدعيا أنه لم يعد فى مقدوره الإنفاق على البيت فلجأت إلى مبلغ كانت تدخره، وصرفته بالكامل على متطلبات أسرتها وأولادها. ومرت الأيام ومرضت والدتها, ولم تجد قرشا واحدا تسهم به فى علاجها, وأدركت أمها أنها أخطأت كثيرا حين فرطت فى ممتلكاتها فى مشروعات وهمية غير مضمونة, وظلت أختى برغم أنه كشف عن وجهه الحقيقى راضية بنصيبها, وكانت تسامحه إذا أخطأ فى حقها حفاظا على بيتها وأولادها, ومع ذلك طلقها مرتين, وفى كل مرة كانت تعود إليه مرغمة بتأثير أنها هى التى اختارته, وعليها أن تتحمل تبعات اختيارها, ووسط هذه الأمواج المتلاحقة من الأحزان والمتاعب ماتت أمها وهى لا تملك مليما واحدا بعد رحلة كفاح مريرة فى البلد العربى, وخلت الدنيا على أختى من سندها الأكبر فى الدنيا, وحذرها أبى من أن تفرط فى آخر قطعة أرض تملكها, لكن زوجها بحيله الماكرة أقنعها بأن تأخذ قرضا من البنك باسمها لشراء سيارة يعمل عليها لتدبير احتياجات الأسرة, فصدقته وأخذت القرض, ثم باعت قطعة الأرض لتسديد ما تبقى من أقساط الفيلا حتى لا يتم سحبها من جهاز التعمير, وهنا تأكد زوجها من أنها أنفقت كل ما لديها فزادت معاملته لها سوءا, وضيّق عليها الخناق فى الخروج والدخول, وكثرت المشكلات بينهما وامتدت يداه إليها بالضرب, ولم يبال بأهلها, وأدركت أختى بعد كل ما لاقته على يديه من عذاب أن هذا الشخص عبد لهواه, وضاقت بها الحياة معه, وجاءت إلى المنصورة لتعيش معنا فى بيت أبى هى وأولادها الثلاثة, ومكثوا معنا خمسة أشهر, وضغطنا عليه بمساعدة أهله الذين لم يوافقوه على صنيعه, لكى يكتب ورقة بما عليه لها من ديون, وبعد جهود كتب لها مبلغا يعادل ما أخذه منها منذ عشر سنوات, ويكون مستحقا لها بعد ست سنوات من الآن, وتضاف للمبلغ فوائد قدرها عشرة فى المائة خلال آخر ثلاث سنوات فقط .. إنها شروط مجحفة, ولكن أختى قبلتها من باب «ما لا يدرك كله لا يترك كله», وكان السؤال المطروح وقتها ماذا ستفعل فى حياتها؟ وهل تعود إليه مع تأكدها من أن معاملته لها ستكون أكثر سوءا, أم تتركه وتعيش معنا؟! والحقيقة أننا ضغطنا عليها للرجوع إلى بيتها للحفاظ على أولادها, وإن كنا مقتنعين تماما أنه لا يصلح أبا ولا زوجا, والدافع إلى ذلك أن أبى لم تعد لديه طاقة مادية ونفسية لوجودها هى وأولادها معنا بعد أن بلغ سن الخامسة والسبعين, وظروفنا المادية والأسرية صعبة, وقد جرى الاتفاق معه فى جلسة جمعت أهله وأهلنا على أن ترجع إلى البيت لتربية أطفالها وكفاه ما فعله بها بلا ذنب ولا جريرة, ولكن سرعان ما نقض الاتفاق, واستأنف معاملته القاسية لها, فإذا ذهبت لزيارة صديقة لها بعض الوقت, فإنه يمنعها من دخول البيت وإذا تحدثت معه فى أى أمر يخصهما ينهال عليها سبا وضربا, وذات مرة طردها, فهددته بتحرير محضر له فى قسم الشرطة, فإذا به يسبقها إليه, ويتهمها بسرقة أمواله من البيت, فأخذها أمين الشرطة إلى الحجز من باب التخويف والترهيب وهى التى لم تعرف طول عمرها طريقا إلى أقسام البوليس!. وتكررت المحاضر ضدها, وذات مرة تم تحويلها إلى النيابة والكلبشات فى يديها كالمجرمة!. لقد قاست أختى الأمرين, وواجهت متاعب صحية شديدة فاضطرت إلى اقتراض مبلغ من المال من جارتها لزيارة الطبيب, وتبين أنها تعانى حصوة فى المرارة, وتحتاج إلى جراحة, فأبلغت زوجها بمرضها فلم يهتم وتركها وغادر المنزل إلى أصدقائه وسهراته, إنها الفاجعة الكبرى التى لا أعلم كيف تخرج أختى منها, فحبال القضاء طويلة, وعندما يحكم القاضى بنفقة فإنها لا تغطى سوى مصاريف بسيطة من تكاليف المعيشة للأطفال, وهى لا تملك الآن سوى السيارة التى كان يعمل عليها, ولا تدرى كيف تربى أولادها وتمضى بها الحياة؟ .. فهل هذا هو جزاء الإخلاص والإحسان وحسن النية التى عاملت بها زوجها؟.. لقد ساءت نفسيتها تماما, وبلغ الاكتئاب بها مداه, فبماذا تنصحها؟ وهل من سبيل لاستعادة توازنها واستكمال مسيرة حياتها لتربية أطفالها, أم تطلب الطلاق الأخير مع ما يترتب عليه من تشريدهم بين أبوين منفصلين؟ ولكاتب هذه الرسالة أقول : التفكير المادى البحت هو الذى أدى بأختك إلى ما هى عليه الآن من تدهور صحى وأسرى, وكانت البداية من والدتها حين غلب عليها جمع الأموال على أى شىء آخر, فسافرت إلى دولة خليجية, مقابل عائد مغر كطبيبة, بينما تمسك والدك بعمله فى الوزارة الاقتصادية المهمة, وأصبحا يلتقيان فى الإجازات فقط فحدث التفكك الأسرى الذى كانت نتيجته حالة الاضطراب التى عانتها أختك غير الشقيقة بعد أن عاشت حياة مغلقة تماما فى الخارج, ثم وجدت نفسها تعيش فى شقة مستقلة بمفردها فى مصر, فزينت لها ابنة خالتها علاقات الحب والغرام فانزلقت فى علاقة غير متكافئة, وعاشت الأوهام, ولا أدرى أين كان أبوك منها, ولماذا لم تنضم إلى أسرتكم, وتكون تحت رعايته, فهى ابنته ومن حقها عليه أن يرعاها ويهتم بأمرها, ولكن تفكيره انصرف إلى أموال والدتها, والملعقة الذهب التى تتحدث عنها, بما يعنى عدم قبولكم لها بينكم, وكان طبيعيا والحال كذلك أن تصبح فريسة سهلة لمن يحوم حولها, ويدخل إلى قلبها من باب الحب بكلام معسول, وأحلام خيالية, وهذا ما فعله زوج أختك الذى زيّن لها سوء عمله, وعندما وقعت الفأس فى الرأس كما يقولون, أظهر وجهه الحقيقى, والغريب أنه برغم توتر العلاقة بينهما منذ الشهور الأولى للزواج فإنهما أنجبا ثلاثة أبناء دون إعمال العقل والتفكير فى العواقب الوخيمة التى ستنعكس عليهم. إن القاعدة العامة لبناء أسرة سعيدة تقوم على ضرورة التفاهم بين الزوجين, وتنشئة الأبناء تنشئة صحيحة, وعدم الأنانية, فمن الواضح أن زوج أختك أنانى جدا, ولا يفكر إلا فى نفسه, وليذهب ما عداه إلى الجحيم, وأعتقد أنه على هذه الحال منذ الطفولة, ولذلك لم يشعر بما قدمته له زوجته, والغريب أنها لم تنتبه منذ خطبتها إلى أنه سوف يغدر بها, فمن يأخذ مجوهرات خطيبته قبل الزواج, وبالطريقة التى اتبعها, تدور حوله علامات الاستفهام, ومن ثم كان المفروض التريث, وكتابة كل شىء بدقة عند عقد القران.. ثم بعد الزواج ظهرت لها دلائل كثيرة تنذر بأنه سيغدر بها, ومنها اعتراضه على كل ما تفعله, ومنعها من الخروج, وافتعال الأزمات لأتفه الأسباب, لكنها لم تلق بالا لها, وفاتها أن التوازن فى كل شىء هو سر الحياة السليمة المستقرة, وينبغى على الزوجة وهى تضحى من أجل زوجها ألا تنسى نفسها, فقبل الإقدام على اتخاذ قرار يحمل تضحية كبيرة, يجب أن تفكر فى المستقبل, وأن تضع أمامها جميع التوقعات, ثم تختار منها ما تراه فى مصلحتها لا أن تكون مسلوبة الإرادة فتسلم له كل شىء كما فعلت أختك, ومن المهم أيضا أن تراقب تصرفاته وردود أفعاله دون مبالغة منها, فإذا ظهرت منه بوادر غدر, فتتحدث معه بود , وتسعى إلى وقف ما هو سائر فيه, وتشغله بهموم الأبناء فيشاركها فى حلها, ومن الجميل أن تذكره دائما بكلام الله سبحانه وتعالى, وأحاديث رسوله الكريم التى توصى بالنساء, وأن تعمق الاتصال الروحى بينهما, فتسانده فى آرائه المعتدلة, وأن تسعى دائما إلى بناء جسر مشترك بينهما من الود والحب والاحترام. لقد أحبت أختك زوجها بصدق لكنها لم تلق منه سوى الغدر الذى أوصلها إلى أقسام الشرطة والكلبشات فى يديها, فالحب الصادق كالقمر عندما يكون بدرا, والكسوف هو نهايته عندما يلاقى غدرا, بمعنى أن الحب قد انتهى فى حياة أختك تجاه زوجها, لكنها تسعى إلى أن ينشأ أولادهما تحت رعايته, وأحسب أن الحياة الزوجية على النحو الذى هى عليه الآن تكاد تكون مستحيلة, ذلك أن البيوت الهادئة تقوم على الحب الصادق, ولا يتخاذل أحد الطرفين فى حقوق الآخر لأن التخاذل هو الخيانة بعينها ولكن بحروف مختلفة. ومن الممكن النص على هذه الحقوق فى عقد الزواج, بمعنى ألا تتهاون الزوجة وأهلها فى وضع الشروط المناسبة, ولا تكون شروطا تعجيزية تمنع العفة وتفتح بابا للانحراف, فعدم تحديد مطالب للطرفين يؤدى إلى كثير من المشكلات لكليهما, وفى ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلمون عند شروطهم, إلا شرطا أحل حراما أو حرّم حلالا», فالشروط الواضحة تخفف نسبة كبيرة من المشكلات الاجتماعية وتمنعها من أن تصل إلى المحاكم, مع تأكيد أنه من حق الزوجة أن تضع شرطا جزائيا ثم تتجاوز عنه مستقبلا إذا اطمأنت إلى الحياة مع زوجها, وهذا نوع من إظهار المودة والرحمة, وهما أهم صفات الزواج السعيد لقوله تعالى « وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم : 21 ) وقد يرى البعض أن الشروط الجزائية تحول الزواج إلى صفقة تجارية, ولكنى أراها غير ذلك فهى حماية للطرفين ضد تقلبات الزمن, ولو أحسنا الاختيار, فإنهما يضمنان الاستقرار, ويدرك كل منهما أن الآخر يكمله فتصبح ورقة الشروط «بلا قيمة» وتبقى معايير التدين الصحيح والخلق الكريم والمنشأ الطيب هى أبرز مقومات الزواج الناجح, ويمكن التماس صفات أخرى بشرط ألا تؤدى إلى منع الفتاة من الارتباط بمن تحب لقوله تعالى «وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (البقرة232), وكذلك الأمر بالنسبة للرجال المقبلين على الزواج فإن حسن الاختيار يتمثل فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تتزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن, ولا تتزوجوهن لأموالهن, فعسى أموالهن أن تطغيهن, ولكن تزوجوهن على الدين, ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل» وأحسب أن أمر أختك الآن مرهون بوقوفكم إلى جانبها, فلقد ابتعدتم عنها كثيرا باعترافك أنها فقدت سندها الأكبر بوفاة أمها, وكنت أتصور أن تقول أن هذا السند هو أبوها الذى مازال على قيد الحياة, لكنكم لا تريدونها فى بيتكم هى وأولادها, مثلما لم ترحبوا بها بينكم عندما التحقت بالجامعة, وأحسبها الآن قد وعت خطأها, فلا تعيد حساب الأمس, وما خسرته فيه, وإنما تتطلع إلى ربيع جديد وتحلم بشمس مضيئة فى غد جميل بعيدا عن هذا الزوج الغادر, إذ لا مفر من الطلاق الأخير, وهو قادم بكل تأكيد بعد كل ما فعله, ولكنى دائما من أنصار «الفرصة الأخيرة» فلتحسم أختك أمرها, وتضع معه النقاط على الحروف بشكل واضح, فإن أخل بالاتفاق هذه المرة تطلب الطلاق وتبدأ صفحة جديدة مع أولادها ومن يوفقها الله إلى الارتباط به على أساس سليم ولا حول ولا قوة إلا بالله.