ذكرت من قبل في مقال بعنوان "الطوق النظيف" ان إسرائيل قد وضعت خطة تسمى ب"الطوق النظيف" و تعني النطاق النظيف لضمان أمن دولتهم عن طريق القضاء علي الجيوش العربية في دول الجوار الإسرائيلي بالتزامن مع تحقيق خارطة تقسيمات لمنطقة الشرق الأوسط بعد اشعال الفوضى الخلاقة الممهدة لما يسمي بالشرق الأوسط الكبير, وبالطبع الجيوش التي كانت مستهدفة هي جيوش مصر والعراقوسوريا. وتم البدء في تنفيذ هذة الخطة من خلال فخ "الخريف العربي" الذي وقع فية الكثير من الدول العربية. وقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" من قبل خريطة تظهر تقسيم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 دولة. وقد ركز التقسيم على سوريا، وقسمها إلى 3 دويلات وهي الدويلة العلوية التي تسيطر على الممر الساحلي، والدويلة الثانية هي كردستان السورية التي بإمكانها الانفصال والاندماج مع أكراد العراق في نهاية المطاف، أما الثالثة فهي الدويلة السنية التي بإمكانها الانفصال ومن ثم الاتحاد مع المحافظات الوسط في العراق. وبعد سنوات من الصراع نجح الجيش السورى بمساعدة روسيا فى بسط سيطرته شبه الكاملة على كافة احياء ومراكز مدينة حلب وتحريرها من قبضة المليشيات والتنظيمات المسلحة المتمركزة في حلب وحمص وحماة، فى وقت سادت فيه حالة من الارتباك لدى الأطراف الداعمة لتلك المليشيات وفى مقدمتها تركيا والعديد من الدول الغربية, واليوم تواصل القوات السورية تقدمها وسيطرتها شبه الكاملة على البلاد. لو صدّقنا معظم التقارير الإعلامية الغربية والصور المنشورة عبر مواقع الخراب الأجتماعي، لأعتقدنا أن الرئيس الأسد يوجّه ضربات مستمرة وعشوائية تستهدف مناطق مدنية، ويقتل الأطفال بالغاز السام، ويقمع ثورة حقيقية. ولكن الحقيقة هي ان الجيش السوري يقدر بحوالى نصف مليون جندي، ولذا فالكل لة اواصر عائلية بالجيش. والحقيقة هي ان الجزء الأكبر من ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب من منازلهم، لم يغادروا البلاد، بل انتقلوا إلى مكان آخر في داخل سوريا تحت حماية الجيش, وهذا ما كان ليحدث لو أن الجيش متورط بالفعل بهجمات ضد المدنيين, والحقيقة هي ان سلسلة الجرائم التي حدثت تم الصاقها بالجيش السوري لتهييج الرأي العام العربي والدولي علي نظام الأسد, والحقيقة هي انة لا يوجد ما يسمي "بالجيش السوري الحر" او "بالمعارضة" ولكن الموجود هي بعض المليشيات او العصابات المسلحة المتعددة الجنسيات التي تقوم بدور الحرب بالوكالة لتحقيق مصالح واغراض دول اخري تقوم بتمويلها وتسليحها, والحقيقة هي ان بشار الأسد كان يمكنه ان يترك بلادة ويهرب مثلما فعل زين العابدين بن علي في تونس لكنة اصر علي البقاء حتي لا تقع بلادة في قبضة التنظيم الدولي للأخوان الكامن تحت مظلة بعض الدول الممولة للأرهاب. بأختصار شديد, الرئيس السوري بشار الأسد اطاح بمخطط شيطاني وبحلم امريكا واسرائيل برسم خارطة جيوسياسية جديدة وصمد الي جانب الجيش الوطني للحفاظ علي سوريا ككتلة واحدة غير قابلة للتقسيم. والدليل علي كل ماسبق هو ان مدينة حلب قد شهدت منذ ايام احتفالات حاشدة من الأهالي بمناسبة الانتصار على الإرهاب بعدد من الأحياء منها حي العزيزية ذو الأغلبية المسيحية، بالتزامن مع أعياد الميلاد, ورفع أهالي حلب علم روسيا وعلم سوريا احتفالًا بعودة الحياة لطبيعتها، وتوقف المعارك، بمناسبة النصر الذي تحقق في حلب وإخلاء المدينة من المسلحين الإرهابيين. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى;