مع بدء تنفيذ اتفاق «الإجلاء» من حلب، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه بدأ إجلاء نحو خمسة آلاف من مقاتلى المعارضة السورية وأسرهم من شرق حلب. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن مصادر مسئولة فى وزارة الدفاع إشارتها إلى أن المقاتلين وأسرهم سيخرجون عبر ممر إنسانى طوله 21 كيلومترا. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه التليفزيون الرسمى السورى فى تقرير له أن «أربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم سيتم إخراجهم من الأحياء الشرقية بحلب»، كما نقل التقرير عن مصدر مقرب من السلطات الروسية إشارته إلى أن المفاوضات حول ترتيبات الإجلاء انتهت الساعة الثالثة من فجر أمس. وأوضح أنه سيتم أولا إجلاء الجرحى وعائلاتهم و«250 ناشطا» معارضا للحكومة السورية غير مسلحين. وأشار شهود العيان ومراسلو وكالات الأنباء العالمية إلى أن أكثر من 20 حافلة خضراء تحركت إلى جيب تابع للمعارضة لإجلاء مقاتلين فى إطار اتفاق لوقف إطلاق النار. وشوهد صف طويل من الحافلات فى لقطات بثها التليفزيون السورى الرسمى وهو يعبر إلى القطاع الخاضع للمعارضة. كما أشارت شبكة «إن تى في» الإخبارية التركية إلى أن سيارات الإسعاف التركية بدأت فى إجلاء الجرحى من المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة فى حلب. فى غضون ذلك قال الرئيس السورى بشار الأسد إن العالم سيكون مختلفا بعد ما وصفه »بتحرير حلب« واصفا ذلك باللحظة التاريخية. وأضاف الأسد فى بيان على حساب الرئاسة السورية على تويتر »ما يحصل اليوم هو تاريخ يكتبه كل مواطن سوري، ولم تبدأ كتابته اليوم، وانما بدأت من حوالى 6 سنوات عندما بدأت الحرب على سوريا«. وقال »أعتقد بعد تحرير حلب سنقول الوضع ليس فقط السورى وليس فقط الإقليمي، بل أيضا الدولى قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب. وأشار الجيش الروسى إلى أن المقاتلين الذين يخرجون من حلب سيتجهون إلى إدلب التى يسيطر عليها تحالف من الفصائل المقاتلة بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا). كما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن جنودا روسا يستعدون لمرافقة المقاتلين لدى خروجهم بناء على أوامر الرئيس فلاديمير بوتين. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مراسلها الحربى فى سوريا إشارته إلى أن القوات السورية عثرت داخل مقرات التنظيمات الإرهابية المسلحة، التى تطلق على نفسها اسم المعارضة، مثل تنظيم «جيش الإسلام»، وتنظيم «استقم كما أمرت»، على كميات ضخمة جدا من المؤن الغذائية. وأوضح أن هذه الحركات كانت تحتكر هذه السلع، وتمنعها عن المواطنين العاديين، أو تبيعها للمواطنين بمبالغ باهظة، تصل إلى 20 ضعفا ثمنها الحقيقي، وكل هذه المشاهدات أكدت أن كل تقارير ومعطيات الأممالمتحدة ومنظماتها الإنسانية والدول الغربية، بشأن الوضع الإنسانى فى حلب، كلها ادعاءات كاذبة، لأنه كان من المفترض بها أن تتأكد من مصير المساعدات، التى كان الجيش السورى يعمل على إدخالها، فى حين كان المسلحون يسيطرون عليها ويمنعونها عن المواطنين.