في ممرات وسط البلد وبجوار مبنى البورصة ارتفع الصوت عاليا ..وبدأ يصاحبه الكمان والبيانو والإيقاع .. تغير اتجاه المارة بدافع الفضول وبدأ البحث عن صاحبة الصوت الأوبرالي العذب. . يعلو الصوت أكثر وأكثر ويشد انتباهنا للأعلى.. في الدور الثاني من إحدى الشرفات القديمة كان انطلاق « أوبرا البلكونة » الذي قدمته فرقة تياترو للمسرح المستقل بالتعاون مع محطات للفن المعاصر ومن إخراج عمر المعتز بالله. توقف الأطفال الصغار عن لعب الكرة لينصتوا بشغف لأغان إنجليزية وفرنسية وعربية ..وأطل سكان العمارات المجاورة ليتابعوا وصلة الغناء المفاجأة من النوافذ والبلكونات...تجمع الجمهور أسفل البلكونة ليصوروا ويسجلوا ما يسمعون بتليفوناتهم. ردد الصغار اكثر من مرة بشغف « اللي بعده » مطالبين بالمزيد من الأغاني والموسيقى وشارك الجمهور الفريق في غناء « آه يا لالي » وتحول التصفيق إلى إيقاع يتمايل معه الجميع ..نصف ساعة من سحر الموسيقى بوسط البلد رسمت الابتسامة على شفاه المارة.