◙ أتعايش مع مشكلات مصر منذ 40 عاما.. وعلى المسئولين شرح الحقائق لرجل الشارع ◙ كنت متأكدا من وعى الشعب ورد فعله تجاه الإجراءات الإصلاحية ◙ الدولة لن تتحمل تبعات عدم تحصيل قيمة خدمات وزارة الكهرباء للمواطنين أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الدولة بدأت مسار الاصلاح الاقتصادى وأخذت بكل الأسباب، مشيرا الى أن وحدة المصريين وتماسكهم هى العامل الأساسى لنجاح هذا البرنامج . وكشف الرئيس، خلال مداخلاته فى الجلسة العامة الثانية بالمؤتمر الشهرى للشباب مساء أمس والتى خصصت لمناقشة آثار الإصلاح الاقتصادى، عن أن العديد من المسئولين بالدولة طالبوه بتأجيل الإعلان عن قرارات الاصلاح الاقتصادى الأخيرة الى ما بعد يوم 11 نوفمبر الماضى إلا أنه أصر على اتخاذ تلك القرارات، مؤكداً أنه يعلم جيداً طبيعة الشعب المصرى ولم يكن لديه أدنى شك بأن رد الفعل سيكون مثل ما حدث فى هذا اليوم . وأضاف السيسى أنه كان متأكدا أن الشعب لن يخرج للشكوى من القرارات وزيادة بعض الاسعار، وقال الرئيس إن أكثر شىء يقلقه هو عدم تماسك الشعب المصرى وأنه لا يخشى أى شىء من الداخل أو الخارج. وأشار الى أنه يخاف فقط على وحدة مصر وشعبها. وشدد الرئيس السيسى على أن المدى الزمنى لأى إصلاح تتخذه أى أمة لابد أن يأخذ أو يستغرق سنوات طويلة، مشيرا الى أن الوضع الذى وصلت إليه مصر الآن جاء نتاجا لتراجع جميع مؤسسات الدولة فى جميع المجالات الأمر الذى أدى الى قيام ثورة يناير ووجه الرئيس حديثه للشعب المصرى قائلا: «لابد أن تعلموا أننا بدأنا مسار الاصلاح ونتمنى من الله النجاح»، مؤكداً أنه آت لا محالة بسبب المصريين أنفسهم ومدى تماسكهم وقوتهم». وقال السيسى إن الفترة الأخيرة شهدت تناول موضوعات وقضايا تخص الامن القومى بشكل غير مسبوق فى الاعلام المصرى، مشيرا الى أن هذا الامر لا يتعلق بقواعد الشفافية وحرية تداول المعلومات، ضاربا المثل بما حدث منذ عدة أشهر من اطلاق شائعات أثرت على سعر صرف الدولار، متسائلا: أنتم مع مصر أم ضدها؟. وقال السيسى إن الهدف من عقد المؤتمر الشهرى للشباب هو أن يكون بمثابة منصة يصل من خلاله صوته وصوت المسئولين لشباب مصر وشعبها وإطلاع الرأى العام على الحقائق بكل شفافية. وناشد الرئيس السيسى الإعلام المصرى بجميع وسائله بتحرى الدقة فيما يتم نشره بشأن امكانية فرض زيادة جديدة على أسعار المحروقات مشيرا الى أن تناول هذه المسائل بغض النظر عن صحتها من عدمه يحدث أزمة كبيرة ويصبح الوضع فى منتهى الخطورة. وشدد الرئيس على أنه يعيش مشكلات مصر جيداً قائلا: «أنا عايش حكاية مصر منذ مايقرب من 40 عاماً، مؤكداً أن هذه الحكاية كبيرة جداً وينبغى أن نتوخى الحذر فى كل تعاملاتنا» . وأكد الرئيس أن ثورة يناير قامت بعد أن أصبح الشعب غير قادر على مواجهة الظروف التى كان يعيشها، مشيرا الى أنه لن يستطيع الاستمرار فى حكم البلاد ليوم واحد بعد انتهاء مدته وفقا للدستور والقانون . وحذر الرئيس السيسى من تفاقم أزمة الزيادة السكانية والتهامها موارد الدولة المحدودة، مطالبا المواطنين بأن يتحملوا مسئوليتهم تجاه تنشئة ابنائهم بالشكل السليم، كما أكد أن الزيادة السكانية تؤثر على الدعم المقدم من الدولة فى الوقود والتموين وخلافه. وشدد الرئيس على أنه لابد أن يكون هناك التزام وانضباط من الجميع، إذا ما كنا نريد أن تتقدم البلد إلى الأمام. وناشد المسئولين بضرورة شرح الحقائق للمواطنين البسطاء بشكل مبسط، حيث طالب وزير المالية بعدم الحديث خلال المؤتمر بلغة يفهمها المتخصصون فقط ، مطالبا بعمل سياق معرفى وتنويرى لجميع المصريين، وأكد ضرورة استهداف رجل الشارع الذى يستفسر عن أسباب زيادة الأسعار فى الفترة الأخيرة. واستعرض الرئيس بعض التحديات التى واجهتها البلاد عقب ثورة يناير، مشيرا إلى أنها أثرت على الثروة الحيوانية بشكل كبير، خلال فترة الفوضى التى شهدتها مصر وقام أصحاب رءوس الماشية ببيعها لتوفير الأموال من أجل البناء على الأراضى الزراعية، مما كان له التأثير البالغ على حجم المعروض من اللحوم، إلى أن زادت فاتورة استيراد اللحوم، فضلا عن تراجع السياحة خلال تلك الفترة، وحالة الثورة لدى العاملين بالمصانع التى أدت إلى لجوء بعض المستثمرين لغلق مصانعهم. وأجرى الرئيس مداخلة خلال حديث وزير البترول مطالبا إياه بشرح حجم التحدى الحقيقى الذى يواجه الدولة. وقال الرئيس إن الدولة مستعدة لتقديم الدعم ولكن لن تتحمل تبعات عدم تحصيل قيمة الخدمات التى تقدمها وزارة الكهرباء للمواطنين، مشيرا إلى أنه عندما لا يدفع المواطن تكلفة خدمة استهلاكه للكهرباء تضطر الدولة للاقتراض من البنوك. وفى رده على طلب إحدى الشابات المشاركات فى المؤتمر بضرورة أن يقوم الرئيس بالتنسيق مع مجلس النواب لمراجعة قانون الجمعيات الأهلية، اعتبر الرئيس ذلك تدخلا فى عمل البرلمان قائلا: لا أقدر التدخل على هذا الشأن على الإطلاق.