منذ سنوات عدة أسهمت مسرحية مدرسة المشاغبين فى نشأة جيل من طلاب المدارس والجامعات يقلد أبطال المسرحية فى التجاوز ضد المدرسين داخل الفصول وقاعات العلم، حتى أصبح الأصل هو تعمد الطلاب إساءة التصرف والأدب مع المدرسين وأساتذة الجامعات، وتحدى ارادة المدرس وعدم الانصياع له، وأعتاد الطلاب الخروج فى سلوكياتهم عن علاقة الاحترام والتقدير والخوف من المدرس، فوهنت قدرة المدارس فى السيطرة على الطلاب خلال المرحلة الإعدادية والثانوية، وأهدرت حينها القيم التربوية ،وبرز العنف وسيلة المدارس فى تأديب الطلاب .وباتت الصورة الذهنية لأدب الحوار فى المدارس وعلى الشاشة فى أسوأ حالاتها وبأقذر الألفاظ التى أصبحت متداولة بين الطلاب والشباب،وقبل أن يتعافى المجتمع من هذا المرض العضال، ويشفى خلال مرحلة النقاهة بعد ثورتين عظيميين ،طلت علينا من جديد أفلام ومسلسلات تمجيد البلطجة وحمل السلاح كنموذج للفتونة وفرض الإرادة بالقوة لتجدد غرس بذور العنف كوسيلة للخلاص واستعادة الحقوق، وهى نفس مسار جرائم الثأر فى الصعيد والريف فى الخروج على القانون وأخذ الحق باليد والقوة، وتتزامن الظاهرتان مع كمية هائلة من السباب والشتائم وتدنى لغة وأدب الحوار فى برامج التوك شو فى المساء والسهرة بالقنوات الفضائية ، حتى باتت حياتنا بين شقى رحى كلاهما مر مرارة العلقم ، وغدونا وسط مناخ مسمم بدخان أسود لإساءة الأدب لا فكاك منه يتعارض كلية مع قيم الاستقرار فى مجتمعنا، ارحموا مصر وأبناءها من الفن الهابط والحوار البذيء بالبرامج التليفزيونية ، اذا كنا نريد مستقبلا أفضل لوطننا وأولادنا. لمزيد من مقالات عماد حجاب;